شبه الجزيرة العربية إضافة إلى مسألة الطاقة من بين المواضيع التي تطرقت لها الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء 26 أيلول/سبتمبر 2023.
القدس العربي: التوجهات الجيوسياسية الجديدة للسعودية
كتب حسين مجدوبي أنّه يمكن استعراض أربع محطات رئيسية تبرز هذا التطور الكبير الحاصل في إصرار السعودية على التغيير من ثوب جيوسياسي إلى آخر وهي في المقام الأول، نهاية الحرب اليمنية الخليجية في 2023، بعدما جرى إنهاء العمليات العسكرية بشكل نهائي، وبدء حوار بين الرياض والحوثيين، من أجل التوقيع على سلام حقيقي، في المقام الثاني، توقيع الرياض اتفاقية حوار وسلام وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران في أبريل/نيسان الماضي. وهي أهم اتفاقية سلام بالنسبة لأمن واستقرار السعودية منذ عقود حسب الكاتب.
وفي المقام الثالث، يشير الكاتب إلى انضمام السعودية خلال شهر أغسطس/آب الماضي إلى منظمة البريكس. وبهذا، تكون قد انضمت الى منظمة تتزعمها الصين، التي أصبحت زبونا رئيسيا للنفط السعودي، وكذلك الانضمام إلى منظمة تحرك المشهد السياسي الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب وأخيرا الحصول على دعم من البريكس في حالة ارتفاع الضغط السياسي للغرب على السعودية، مثلما حدث في ملف اغتيال جمال خاشقجي.
في المقام الرابع، دراسة الرياض فرضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك بشهادة ولي العهد السعودي نفسه محمد بن سلمان لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية غير أنه شدد على القضية الفلسطينية وجعلها محورية في أي اتفاقية سلام تعيد «إسرائيل كعنصر في الشرق الأوسط»، وفق تعبيره. ولعل الجديد هو اشتراط التطبيع كذلك بالحصول على الحق في إنتاج الطاقة النووية السلمية. وحسب الكاتب يضاف إلى هذه العوامل الأربعة، رغبة السعودية في الانتقال إلى إنتاج الأسلحة، على غرار إيران وتركيا في المنطقة، وهو مشروع طموح، لكنه يحتاج إلى الكثير من الوقت بحكم الانخراط المتأخر للرياض في هذا المسلسل.
العرب: ماذا ربح الحوثيون وماذا خسروا؟
كتب صالح البيضاني أنّ الحوثيين بعثوا مجددًا برسالة قوة في ذكرى انقلابهم التاسع من خلال استعراض عسكري احتوى على ما أرادوا التأكيد على أنه قوة الردع الخاصة بهم، والتي باتت حرة وطليقة، خصوصًا مع مشاركة طائرات حربية وأخرى مروحية في الاستعراض تعود ملكيتها إلى الجيش اليمني السابق.وحسب الكاتب تشير الصورة الأولى للمشهد اليمني في اللحظة الراهنة إلى أن الحوثيين قطفوا ثمار مغامراتهم السياسية والعسكرية التي يحتفلون بها اليوم بذكراها التاسعة، وأنهم خرجوا منتصرين من الحرب بعد أن استطاعوا تحييد التحالف العربي وتحويل الحرب إلى حرب داخلية خالصة
يقول الكاتب إن معادلة الحرب والسلام في اليمن ستتغير بكل تأكيد، لكن الحوثيين لن يجدوا في خصومهم المحليين الذين كانوا يتكئون على الدعم الإقليمي لقمة سائغة، بقدر ما سيجدون أنفسهم في مواجهة خصوم دون خيارات سوى النصر، لن يكون بمقدور الحوثي توسيع رقعة حربه حينها ليبتز العالم ويهدد مصالحه كما كان يحدث من قبل. كما سيفقد الحوثي مشروعية حربه عندما يكون في مواجهة أطراف يمنية أخرى، لا يمكن بعد اليوم وصفها بـ“عملاء العدوان.
الشرق الأوسط: ارتفاع الأسعار ومرحلة تحوّل الطاقة
كتب وليد خدوري أنّ المهم في الارتفاع الحالي لأسعار النفط هو تزامنه مع مرحلة «تحول الطاقة»، التي تتزامن بدورها مع النتائج المترتبة على جائحة كوفيد 19، وتلتها مباشرة الحرب الأوكرانية ومقاطعة أوروبا للبترول الروسي. وحسبه شهدت ظاهرة تحول الطاقة خلال العقود الأخيرة مراحل عدة. الاهتمام البيئي أصبح بنداً رئيسياً في مؤتمرات القمة والأمم المتحدة، بالإضافة إلى المساندة الواسعة له من قبل الرأي العام، عقدت على أثرها عشرات المؤتمرات، إلا أنها لم تحقق نجاحاً يذكر حتى مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة تغيير المناخ (كوب) في باريس عام 2015.
ويقول الكاتب تم تكليف وكالة الطاقة الدولية برسم خريطة طريق لتصفير الانبعاثات. وألقت الوكالة معظم اللوم للانبعاثات على النفط، وأوصت بإيقاف الاعتماد على النفط في سلة الطاقة المستقبلية، مهملة بذلك حقيقة أن الدول الصناعية الغربية واختراعاتها التقنية كانت مسؤولة عن ازدياد استهلاك النفط، ومنذ أوائل هذا العقد، تستمر الوكالة في برنامجها الذي رسمته حيث تصدر على أساسه التغيرات المتوقعة، وآخرها كان توقع ذروة الطلب على النفط في عام 2030، وذلك لتشجيع الدول على إيقاف بيع مركبات محرك الاحتراق الداخلي.
وفي اعتبار الكاتب أدى التسرع في محاولة تهميش دور النفط، رغم زيادة الطلب السنوي عليه منذ انتهاء الجائحة ومع نشوب حرب أوكرانيا، إلى اضطراب الأسواق البترولية؛ نظراً لزيادة الأنباء المتضاربة وغير الدقيقة بمنع بيع المركبات المستعملة للبنزين أو الديزل قريباً. فقطاع النقل هو أكبر مستهلك للنفط، والتغييرات المخططة له ستترك بصماتها على صناعات وأسواق عالمية عدة. وهذه معضلة تواجه الأسواق، وهي الدعوة لتخفيض الاستثمارات في القطاع النفطي بحجة توصل العالم إلى ذروة الطلب على النفط بحلول عام 2030، كما تدعي وكالة الطاقة الدولية.