تستمر زيارة الزعيم الكوري الشمالي الى روسيا، في اول زيارة خارجية له بعد جائحة كوفيد، وذلك للتأكيد على التحالف الثنائي في خضم حرب اوكرانيا .
وصل كيم جونغ أون المثير للجدل الى اقصى الشرق الروسي على متن قطاره الخاص ولكنه من دون شك اراد ركوب قطار التاريخ مع القيصر الجديد فلاديمير بوتين في لحظة حرجة في العلاقات الدولية ، وقد وجه بذلك رسالة الى واشنطن والغرب خاصة عندما أكد لبوتين أن موسكو ستحقق "نصرا كبيرا" على أعدائها، وقال إن التقارب مع روسيا سيكون "الأولوية القصوى" للسياسة الخارجية لكوريا الشمالية .
وفي نفس الوقت، وجه كيم للرئيس شي جين بينغ رسالة مبطنة تقول بان كوريا الشمالية لا تعتمد على الصين صديقا وحيداً . ومهما كانت بعض التباينات ، لا يمكن للغرب ان يخفي قلقه من تداعيات تشكيل المحور الثلاثي الصيني- الروسي - الكوري الشمالي.
حتى اللحظة، لم يتم تسريب سوى القليل من المعلومات حول هذه الرحلة النادرة. لكن تركيبة الوفد المرافق تشير الى ان التعاون العسكري سيكون العنوان الاساسي لمباحثات الزعيمين.
يتم النظر الى زيارة كيم في الغرب الى انها زيارة لفك العزلة المتبادلة لبلدين يخضعان للعقوبات، لكن ذلك لا يخفف من الاسباب المشتركة لتعزيز التعاون بين قوتين اسيويتين في وقت تفاقم الصراع الدولي في هذه القارة . وكرست الزيارة تطورا طبيعيا اذ دعمت كوريا الشمالية، منذ الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، وكانت أول دولة تعترف بالجمهوريات الروسية في شرق أوكرانيا. وقد صوتت ضد القرارات التي تدين موسكو.
قبل انتهاء الزيارة برزت اشارات عن الخلاصات عبر تبادل بوتين وجونغ اون للبنادق . وهذه الهدايا رمزية ومثيرة في آن معاً ، اذ ان الولايات المتحدة تشتبه في رغبة روسيا لشراء أسلحة من بيونغ يانغ.
على الارجح أن يتفق البلدان على إقامة مناورات بحرية مشتركة، وفي مقابل تسليم الأسلحة والذخيرة الكورية إلى موسكو ، تسعى كوريا الشمالية للحصول على المساعدات الغذائية، وعلى تقنيات لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية. ومن الممكن أن تطلب بيونغ يانغ مساعدة روسيا في وضع قمرها الصناعي الجديد في مداره، والذي انتهى آخر اختبارين له بالفشل.
وإذا تم في النهاية التوصل إلى اتفاق تبادلي بين المدفعية الكورية الشمالية والتكنولوجيا الروسية المتقدمة، سيمثل ذلك اعترافاً بالضعف بالنسبة لموسكو، التي تضطر إلى بذل كل ما في وسعها لمواصلة حرب الاستنزاف في اوكرانيا .