الصحف العربية الصادرة هذا الصباح تناولت موضوعات مختلفة، منها زيارةُ نائب وزير الدفاع الروسي إلى ليبيا، والنيجر والخيارات الصعبة، والعلاقة بين لبنان وقوات الطوارئ الدولية "يونيفيل".
تقولُ صحيفةُ القدس العربي إنه في اليومِ نفسِهِ لمصرعِ يفغيني بريغوجين، زعيمُ «فاغنر» وقائدُها العسكري، دميتري أوتكين، حطّت طائرةٌ أخرى في بنغازي تحملُ نائبَ وزيرِ الدفاعِ الروسي، يونس بك يفكوروف، الذي اجتمعَ بالجنرال خليفة حفتر، في رحلةٍ تتعلّقُ بخِطَطِ موسكو للتعاملِ مع عناصرِ شركةِ بريغوجين.
لم تكد زيارةُ يفكوروف تنتهي حتى أعلنَت قواتُ حفتر إطلاقَ «عمليةٍ عسكريةٍ واسعة في المناطقِ الحدوديةِ جنوبي البلاد». وأنها «لن تسمحَ أن تكونَ بلادُنا منطلقاً لأيِ جماعاتٍ أو تشكيلاتٍ مسلحة».
وتنقلُ الصحيفةُ عن مصادر سورية، بينَها «المرصدُ السوريُ لحقوقِ الإنسان» تأكيدَها أن المسؤولَ الروسي الرفيع طالب القيادةَ السوريةَ بإبلاغِ مقاتلي فاغنر بضرورةِ الانسحابِ من البلاد، أو الانضمامَ للجيشِ الروسي في سوريا. المصادر أشارت إلى وزير دفاع النظام السوري، علي محمود عباس، اجتمعَ بالفعلِ مع قياداتِ فاغنر مشترطاً عليهِم تسليمَ سلاحِهِم والانسحابَ من البلاد، خلالَ شهرٍ كحدٍ أقصى، أو تسليمَ أنفسِهِم إلى قيادةِ الجيشِ الروسي في سوريا.
وتتابعُ الصحيفةُ أن بريغوجين أبلغَ رئيس جمهوريةِ أفريقيا الوسطى فوستين تواديرا، أن وقائعَ التمرّدِ "لن تمنَعَهُ من جلبِ مقاتلينَ جدد واستثماراتٍ لشركائِهِ التجاريينَ في أفريقيا".
وتستنتجُ أن هذهِ الحركة، أثارت شكوكَ الكرملين من إمكانيةِ استخدامِ بريغوجين لعلاقاتِهِ الخاصةِ مع القادةِ الأفارقة، لتوطيدِ استقلالِهِ العسكريّ والمالي.
وتختِمُ أنهُ من المثيرِ للتأمل، نشرُ قناةِ «غراي زون» التابعة لفاغنر، لمقابلةٍ مع بريغوجين يقولُ فيها إن روسيا مشرفةٌ على كارثة، وأنه «يفضلُ أن يُقتَلَ على أن يكذِبَ على بلادِهِ». الصدفةُ العجيبةُ جعلت بريغوجين يشبِّهُ روسيا بالطائرةِ قائلا: "إذا لم يتم تعديلُ هذهِ التروس اليوم فسوفَ تتَحطَّمُ الطائرة في الهواء".
النيجر والخيارات الصعبة
افتتاحيةُ الصحيفة تتحدثُ عن سباقٍ بين الوساطاتِ السياسية لحلِ الأزمةِ في النيجر، وبينَ الاستعدادِ للحرب؛ حيث تُبدي الكثيرَ من الدولِ الإفريقية مخاوفَها من تداعياتٍ خطِرة على مجملِ القارة، وخصوصاً في مِنطَقَةِ الساحل.
وتتابع: دخلت الجزائر طرفاً في وساطةٍ من خلالِ وزيرِ خارجيتِها أحمد العطاف، للمساعدةِ في إيجاد مخرجٍ سياسيٍ للأزمة. وفيما لا تزالُ نتيجةُ الوساطة غيرُ واضحة، يعملُ النظامُ العسكري الجديد في النيجر على تجييشِ الشارع.
وتقولُ الصحيفة، لأن مجموعةَ «إيكواس» تُدرِكُ خطورةَ الوضع، أجّلَت تهديدَها بالتدخل؛ لإعطاءِ فرصةٍ للوساطات السياسية.
وبحسب الصحيفة، هذا يعني أنَ قادةَ المِنطَقَة يُساوِرُهُم القلقُ من أن تمتدَ الانقلاباتُ العسكريةُ إلى دولِهِم.
وتتابعُ أن "إيكواس" أمامَ خيارٍ صعب؛ حيثُ التدخل| العسكري غيرَ مضمونِ النتائج، وقد يُهدِّدُ بالتمدُدِ والاتساع، كما أنَ الوِساطاتِ هي أيضاً قد لا تُحقق| النتائجَ بعودةِ النظامِ السابق.
لذلكَ فالخِياراتُ المتاحة تتراوحُ بين تمديدِ مهلةِ الإنذار. والاتفاقِ على جدولٍ زمنيٍ لعودةِ النظامِ الديمقراطي، وإطلاقِ سراحِ الرئيس بازوم، وهذا الحل يعتبر حلاً وسطاً يعفي «إيكواس» من تداعياتِ التدخل العسكري، ويُعطي النظامَ الجديد متنفساً جديداً.
ما حاجة لبنان إلى اليونيفيل؟
كتبَ عماد موسى، أن لبنان يمتلِكُ صيغةً دفاعيةً فريدة، لا تمتلِكُها أعظمُ دولِ العالم؛ الجيشُ والشعبُ والمقاومة. باتت الثلاثيةُ بأهميةِ مقدمةِ الدستور، ونصاً مكرّساً في أيِ بيانٍ وزاري، وحشوةً ملزمةً في نخاعِ الصغارِ والكبار.
ويتابعُ أن هذه الثلاثيةُ السحرية حَمَت وحَرَّرَت وأنجزَت ورَدَعَت إسرائيل، وبالتالي ما الحاجةُ لوجودِ القواتِ الدولية في جنوب لبنان.
ويتساءلً: ما حاجةُ لبنان لقواتٍ دوليةٍ صارَت مَهامَها الاجتماعية| تتقدمُ على المَهامِ الأمنية؟
ما حاجتُه لقواتٍ دوليةٍ لا يمكنُها التحقُقُ من انفجارٍ إلا بعدَ ثماني عشرةَ ساعةً على إخفاءِ معالِمِه؟
ويختِمُ بالتساؤل، ما حاجةُ لبنان إلى إيفادِ وزيرِ خارجيَتِهِ إلى نيويورك، وهو يعلمُ علمَ اليقين، أن سطراً زائداً أو ناقصاً، وتبديلُ كلمةٍ بكلمة، لن تُغيِّرَ بالمشهدِ في الجنوبِ شيئاً.