تنعقد قمة مجموعة دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) بين 22 و 24 أغسطس الحالي وذلك في جوهانسبرغ.
وكما العادة تتطرق هذه القمة الخامسة عشرة في تاريخ المجموعة الى الحوكمة العالمية وضرورات اصلاح النظام الحالي غير العادل وغير المتكافئ، مع التطرق على وجه الخصوص الى ضرورة احداث اصلاح كبير في هيكل النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة منذ اتفاقيات بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية.
الى جانب هذه القضايا الرئيسية ، ينتظر ان يتباحث اعضاء الكتلة الخماسية في قبول اعضاء جدد في البريكس واقرار معايير القبول والمبادئ التوجيهية.
ستكون لافريقيا حصة كبيرة لأن جنوب افريقيا الدولة المستضيفة هي احدى قاطرات بريكس منذ 2011 , ولأن القارة الأفريقية الشاسعة والواعدة هي حاليا ساحة معركة دبلوماسية وساحة تجاذب بين الغرب والصين وروسيا ، وهذه الاطراف وغيرها تسعى إلى ترسيخ النفوذ في سياق المنافسة على المواد الخام والموارد والانقسام العالمي بسبب حرب اوكرانيا .
وحتى اللحظة تقدمت اثنا وعشرون دولة وبينها ثماني دول عربية وإيران بطلبات للانضمام إلى المجموعة . وهذا الاهتمام المتزايد بالتكتل اقتصادي في المقام الاول.
قد يكون تأثير تحالف "بريكس" كبيراً، لكنه لن يكون كافياً لإحداث انقلاب في المعادلة الدولية.
يضم التكتل حالياً 42% من سكان العالم. لكن، من الجانب الاقتصادي، يساهم فقط بـ23% من إجمالي الناتج العالمي و18% فقط من التجارة.
وبالرغم من مساعي تكوين عملة بديلة للدولار المهيمن او لاستخدام قنوات تمويل اخرى تبين الاحصاءات أن الدولار مستخدم في 42% من معاملات العملات، وحصة اليورو تبلغ 32% لكن لا يقترب من نفس تأثير العملة الخضراء خارج أوروبا وأجزاء من شمال أفريقيا، أما اليوان الصيني، فيساهم بنحو 2%، إذ لا يمتد استخدامه خارج السوق المحلية امتداداً واسعاً حتى داخل آسيا، أو خارج التمويل المرتبط بالتجارة. ويقدّر صندوق النقد الدولي أن 59% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية هي بالدولار، ويشكل اليورو 20% منها، واليوان 5% فقط.
زيادة على ذلك هناك عدم توازن داخل المجموعة بين روسيا المنهكة من المواجهة في اوكرانيا والواقعة تحت ضغط العقوبات ، وبين الصين ووزنها الاقتصادي الساحق. كذلك هناك شكوك حول التماسك الداخلي للمجموعة ، خاصة بين الهند والصين ، وهما خصمان تاريخيان. واللافت ان نيودلهي تعارض توسيع المجموعة على عكس بكين التي سيعزز هذا استراتيجيتها لطرق الحرير الجديدة.
من غير المحتمل ان تهز بريكس مسار العولمة والسيطرة الاميركية وفق موازين القوى الحالية، لكن يتوجب الاقرار ان بريكس هي اول محاولة جدية في هذا الاتجاه