حالة من القلق تنتاب ملاك سكنات الرهن العقاري في بريطانيا كلما عمد بنك إنجلترا الى رفع نسبة الفائدة سعيا منه للحد من التضخم. وكثر الحديث عن الصورة الكارثية للبنوك وهي تصادر سكنات عجز أصحابها عن تسديد أقساطهم الشهرية. شيء لم يحدث لحد الآن ولكن تصريح رئيس الوزراء ريتشي سوناك الذي دعا فيه أصحاب السكنات المرهونة الى أن يمسكوا أعصابهم ليزيد من معاناة هذه الفئة وما أكثرها في بريطانيا.
نسبة فائدة تقارب السبع في المئة وأصحاب المساكن من نمط الرهن العقاري وما أكثرهم مدعوون الى أن يمسكوا أعصابهم لسنتين الى أن تمر العاصفة.
هذه على الأقل النصيحة التي قدمها لهم رئيس الوزراء ريتشي سوناك.
هذا يعني أن هذه الفئة مدعوة لمواجهة كل أنواع المفاجئات التي يحتملها الرفع الذي لن يتوقف قريبا لنسب الفائدة.
ستيف دينيس صاحب وكالة عقارية
المتدخل الأول
"نصيحة ريتشي سوناك تشبه نصيحة ملكة فرنسا ماري انطوانيت التي نصحت بتقديم الكعك للجائعين بدل الخبز.سوناك بيليونير ..لا يفهم معاناة الناس ..إنه يعيش في عالم مختلف ...ما قاله سيء سياسيا وعلى جانب كبير من الحساسية."
المفاجئة أن تفكير رئيس الحكومة و هو جزء من تفكير حزب المحافظين لا يعتبر نفسه ملزما باسعاف أصحاب سكنات الرهن العقاري لان امتلاك سكن في بريطانيا في نظر المحافظين ليس حقا و إنما هو مجرد تطلع و طموح
جورج دوربي عضو حزب المحافظين
المتدخل الثاني
"يبقى للحكومة هامش لتقدير الموقف ومحاولة التأثير على من لديه سلطة في هذا المجال .. الا انها لا تستطيع مراقبة الميزانيات الخاصة و لا الإنفاق على الاسهم الفردية للسكنات ..أتفهم معاناة من اختاروا شراء منازل مرهونة لكن ليست هذه بالكامل مسؤولية الحكومة."
عمليا الحكومة لا يمكن أن تتجاوز مهمتها التنظيمية لا تستطيع فعل أي شيء لإنقاذ أصحاب السكنات المرهونة في صراعهم مع ارتفاع الفائدة على تسديداتهم الشهرية
المتدخل الثالث
" إنهم يفعلون ما يريدون و لا يكترثون للطبقة العاملة و لا للناس الذين يصارعون من اجل سكناتهم ..أنا محظوظ لانني لا أملك سكنا مرهونا ..لكن لدي انطباع بأن رئيس الحكومة لن يترك الأمور تذهب بعيدا بمعنى أن نشهد ذات يوم البنوك و هي تصادر سكنات لأن أصحابها عجزوا عن التسديد أعتقد أنه لا بد و أن يندخل في مرحلة ما."
هذا لم يمنع البرلمان من استدعاء أرباب البنوك لفهم الوضع عن كثب الا ان البنوك و مهما ابدت استعدادا لمرافقة المتخبطين في تسديد الأقساط الشهرية الا انها كما قيل لنا لا يمكن أن تعمل ضد طبيعتها .
المتدخل 4
"البنوك لا يمكن أن تخسر و الزبائن هم من عادة يدفع الثمن ..لا أرى تغيرا في الأفق لأن الحكومة لا يبدو أن لديها القدرة على فعل أي شيء."
وجاء رفع الأجور الذي عمدت اليه الحكومة ولو بطريقة محتشمة تحت ضغط المطالب النقابية ليترك نسبة التضخم تراوح مكانها منذ أشهر منذرة بأن معاناة ملاك السكنات المرهونة ستطول.