تراجع الدور الفرنسي في العالم والعلاقات بين دول الجنوب والغرب إضافة إلى تداعيات تمرد فاغنر على روسيا، من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم.
لأي شيء تصلح الماكرونية سوى الإجهاز على مكتسبات فرنسا؟
كتب بلال التليدي في صحيفة القدس العربي أن ايمانويل ماكرون أضاع مركز فرنسا كفاعل قوي داخل الاتحاد الأوروبي، ولم تعد باريس تقوم بأي دور لحفظ التوازن بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وفشلت في لعب دور حلقة الوصل والتواصل بين موسكو والاتحاد الأوروبي ،وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الفرنسي أفقد فرنسا أدوراها المركزية في الشرق الأوسط ،كما بدت سياسة ماكرون عاجزة تماما عن إدارة التوازن الإقليمي بين الجزائر والمغرب، فلا هي كسبت الجزائر ولا هي حافظت على حليفها التقليدي المغرب، وهي اليوم، تعاني من غموض الرؤية واضطرابها هذا إن لم نقل ضيق الخيارات ومحدوديتها
الجنوب والغرب.. صفقة جديدة
اعتبرت صحيفة الاتحاد الإماراتية أن الغرب سيحتاج إلى بقية الدول لأنه لا يواجه روسيا فحسب. وقد يستخدم الغربُ قوتَه الاقتصادية لإكراه دول الجنوب أو إقناعها بالوقوف إلى جانبه ومعاقبة هذه الدول عندما لا تلتزم. وهذا يعني الاستماع إلى مخاوف الجنوب ومعالجتها. وإحدى طرق تفسير الحياد المستمر للجنوب في الصراع بين أوكرانيا وروسيا، وكذلك في المواجهة بين الولايات المتحدة والصين
ويرى الكاتب أن الدول الغربية تتحمل بقيادة الولايات المتحدة، مسؤولية تاريخية غير متناسبة عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكن الجنوب العالمي يتحمل نصيباً كبيراً من العواقب، من الجفاف والمجاعات إلى الفيضانات والهجرات. ولذا على الدول الغربية الغنية أن تحمل الأمر محمل الجد تجاه تمويل التكيف مع تغيرات المناخ في الجنوب. وعلى الغرب الاعتراف بأن كثيراً من أمور السياسة العالمية اليوم غير عادل وأنه يجب الاستماع إلى الجنوب وحمله في السفينة. وليتوقف الغرب عن الوعظ، ويبدأ في الاستماع إلى الجنوب
التأثيرات المحتملة لتمرد فاغنر في روسيا
في مقال لعماد الدين حسين ،في صحيفة البيان ـأشار الكاتب إلى أن هناك ما يشبه التوافق على أن روسيا وقيادتها وصورتها تأثرت وسوف تتأثر بما حدث، ويصعب تصور أن تظل صورتها كما هي، لأن ما حدث لم يكن سهلاً، فالصورة الذهنية لدى كثيرين عن روسيا أنها الدولة العظمى عسكرياً مع الولايات المتحدة، ولديها أكبر مخزون من أسلحة الدمار الشامل خصوصاً النووية، موضحا أن ما يزيد من تشوه الصورة هو النهاية الغامضة لهذا التمرد، فكيف يمكن لشخص وصفه بوتين والدولة الروسية بالمتمرد والخائن الذي طعن بلاده في ظهرها، أن يسمح له بمغادرة البلاد والتوجه إلى بيلاروسيا والعفو عن كل مقاتليه الذين تركوا ميدان المعركة في أوكرانيا، وسيطروا على مدينة مهمة في روسيا، وأعلنوا الزحف للسيطرة على موسكو وإسقاط ما وصفوه بـ«النخبة الفاسدة»؟ يتساءل عماد الدين حسين
لا دور للأحزاب السياسية مع إلغاء السياسة
كتب سمير الزين في صحيفة العربي الجديد أن تجربة الدولة العربية الحديثة والأحزاب السياسية كشفت عن سمتين أثرتا على التجربة الحزبية في العالم العربي وطبعتها بطابعها. الأولى، أن الدولة الحديثة التي لم تستطع استكمال مشروعها في الواقع الاجتماعي والسياسي، كسلطة منحدرة من المجتمع، ولكنها تريد أن تكون فوقه، والثانية، وهي مرتبطة بالأولى بشكل وثيق، ببقاء الصياغات الدستورية والقانونية مجرّد حبر على ورق، تتناقض على طول الخط مع الممارسات التي تقوم بها السلطات من انتهاكاتٍ صارخةٍ لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطنين