مازالت الأسواق التجارية القديمة في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق شاخصةً إلى حد الأن وتمثل الهوية التراثية للمدينة رغم الفترة الزمنية التي مرت عليها والدمار الذي لحق بها من تنظيم الدولة الإسلامية . ومن أبرز تلك الأسواق : الميدان ، باب السراي ، باب الطوب ، باب لكش ، باب البيض ، باب الجديد ، والشعارين والسرجخانة وشارع النجفي والعديد من الخانات. ريبورتاج أيمن الأسعد
أيوب ذنون/ مدير مؤسسة تراث الموصل
" مدينة الموصل تمتلك أسواق قديمة وعريقة يمتد عمرها إلى مئات السنوات وكانت تعتمد عليها المدينة بنسبة تتجاوز ال80% من النشاط الإقتصادي للمدينة بشكل عام ولكن نعرضت هذه الأسواق بسبب الحرب الأخيرة خلال لترة داعش ومعركة تحرير الموصل إلى دمار كبير وصلت نسبته إلى أكثر من 90% " •
سوق باب السراي أحد أهم المعالم التراثية للموصل القديمة وأبرز الأسواق التجارية فيها يعود تأريخه إلى عام الف وسبعمئة وست وسبعين في عهد الوالي العثماني سليمان باشا الجليلي وجاءت تسميته بالسراي نسبةً إلى مقر الحكم الذي يجلس فيه الوالي آنذاك .
ممتاز محمود شهيدو / أحد أصحاب محال بيع الأقمشة في السوق
" باب السراي من أقدم الأسواق في محافظة نينوى أكثر من 250 سنة هذا السوق من كان الأسواق أبوابها خشب والمحلات توارثوها الناس أباً عن جد الأجداد بالأبهات بالأبناء والدي الله يرحمو 90 سني ومات بالسوق وجدي106 وتوفى بالسوق ".
يحتضن سوق باب السراي العديد من المهن المتوارثة عبر الأجيال. مصطفى رياض شيخو صاحب إحدى محال الحلويات يحدثنا عن تلك المهن.
" عندك الجقمقجي عندك البزاز الي هو يبيع القماش وعندك الحلويات أهل الحلويات الي يبيع الحلاوة الي يبيع الطحينية الي يبيع السمسمية وعندك الصفيغين الي يبيعون الدسوتي الفافون القديم التراثي هم حافظوا على مهنتهم عدنا هوني العطيغين العطيغين هم أيضاً أباً عن جد كلم قدماء كلم عن أباء وأجداد أنا أحكيلك عن نفسي أنا أباً عن جدفي داخل باب السراي"
الأسواق الموصلية القديمة باتت مهددة بإندثار معالمها التراثية بسبب إعادة إعمارها من قبل المواطنين بمواد بناء حديثة تختلف عن الطراز المعماري القديم الذي يعتمد على مادتي الجص والحجر.
عبدالرحمن خيرو / ممثل مديرية آثار وتراث نينوى
" نحن نواجه حالياً بعض الصعوبات من خلال الحفاظ على الطراز المعماري لهذه الأسواق بشكل عام .
أعمال الإعمار التي تتم الآن من قبل الأهالي لاتلتزم بالشروط المعمارية التي ينص عليها قانون الأثار والتراث".
بالرغم من عودة الحياة إلى الأسواق التجارية القديمة في مدينة الموصل أحد أبرز المعالم التراثية فيها إلا أنها مازالت تفتقد للرعاية الحكومية التي تساهم في الحفاظ على طرازها المعماري القديم.