التجاذبات الليبية وتأثيرها على التفاعل الخارجي مع الأزمة، إضافة إلى العلاقات الجزائرية الروسية وتأثيرها على تونس من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم.
من يتصالح مع من في ليبيا؟
اعتبر محمد أبو الفضل في مقال نشرته صحيفة العرب اللندنية أن اللعبة في ليبيا تحولت إلى واقع يصعب تجاهل معالمه، فتبدل المناصب والحلفاء والسرعة التي تتغير بها الخرائط انعكست على المهتمين بالأزمة وخياراتهم المتاحة في توطيد العلاقات مع القوى المؤثرة، فمن يجلسون في السلطة ينتقلون إلى المعارضة، ومن ترتفع حناجرهم رفضا لما يجري يصبحون جزءا من السلطة
ويرى الكاتب أن الساحة الليبية قدمت نموذجا مصغرا لما يدور بين القوى الكبرى من تجاذبات وخلافات، وتخطت فكرة الحصر التام للصراعات والأزمات في مع أو ضد، فقد تقترب دولة من أخرى في قضية وتختلف معها في ثانية ضمن مقتضيات أزمة واحدة، فالقطع بالعداوة يختفي تدريجيا في إدارة الأزمات
تبّون وبوتين وسعيّد وخيط رابط
كتب صلاح الدين الجورشي في صحيفة العربي الجديد أن الرئيس التونسي تابع بكثير من الانتباه والسعادة زيارة صديقه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون موسكو، والطريقة التي استقبله بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،ومن أماني الرئيس سعيّد يقول الكاتب أن يزور موسكو، وأن يربط علاقات وطيدة بسيّد الكرملين، ومن هناك يعبُر مباشرة إلى بكّين حتى يتحرّر من الضغوط الغربية التي تحاصره من كل جهة
واعتبر الجورشي أن الرئيس التونسي يراهن على قوّة الجزائر العسكرية والسياسية مع روسيا، ما قد يفتح الباب أمامها للالتحاق بتكتل "البريكس". ويعتقد أن تونس ستستفيد من ذلك، وهذا يعني حسب الكاتب أن تكثيف التقارب التونسي الجزائري، ومن ورائه التونسي الروسي، سيطلق يدي الرئيس سعيّد، ويجعله يتحرّر نسبيا من التهديدات الغربية التي ضاق بها وضاقت به
أوروبا والناتو... إشكالية القطب الثالث
اعتبر إميل أمين في صحيفة الشرق الأوسط أن التفكك الأوروبي يبدو أقرب ما يكون من الوحدة، وذلك لأن فرنسا تمضي في اتجاه الخلاص من الإرث الأميركي الذي طال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما نجد ألمانيا قلب أوروبا الاقتصادي تمضي من جديد في اتجاه أقرب ما يكون لشهوات قلب واشنطن
و تأتي مبادرة «سكاي شيلد» الألمانية لتعمق الخلافات في الداخل الأوروبي،حسب الكاتب ، إذ تبدو فرنسا وإيطاليا وبولندا في جانب، وألمانيا في جانب آخر. فالقسم الأول يغلب فكرة الصناعات العسكرية الوطنية، وبعيداً عن التبعية للولايات المتحدة الأميركية فهل تستطيع أوروبا بلورة رؤية «القطب الثالث» بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية؟ يتساءل إميل أمين
حدود النفوذ الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية
كتب طارق فهمي في صحيفة الاتحاد الإماراتية أنه برغم ما يُشاع من أن إسرائيل حاضرة بقوة في المشهد الأميركي العام، وفي دوائر صنع القرار، إلا أن ما يجري في الوقت الراهن من تطورات في مسارات، واتجاهات العلاقات الأميركية الإسرائيلية، يشير إلى عكس ذلك، موضحا أن دعوة جو بايدن الرئيس الإسرائيلي لزيارة الولايات المتحدة بدل نتنياهو يشير إلى أن اللوبي اليهودي، خاصة منظمة «إيباك»، كبرى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، فشلت في دفع البيت الأبيض لتوجيه الدعوة لنتنياهو كما هو معتاد خاصة. وينطوي هذا المشهد على سابقة في نمط العلاقات، وقد يؤدي إلى حالة توتر مستمرة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية تضاف إلى حالة التجاذب في ملفات أخرى، وتقبل الطرفين لحدود وأطر التباين، سواء في الملفات الداخلية والخارجية