النووي الإيراني والوضع الإنساني في السودان من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم
نقرأ في رأي القدس أنّ علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حثّ أمس الأحد، الحكومة على البقاء على اتصال مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على التعاون وعلى أنه لا مشكلة في توقيع اتفاق مع الوكالة، ويأتي التصريح المهم الأخير لخامنئي على خلفية تطوّرات ملحوظة في هذا الملف، فإعلان الوكالة عن وجود تقدم في التعاون مع إيران، يشير بالضرورة إلى قيام طهران بخطوات في اتجاه الوكالة.
يضاف إلى ذلك حديث الصحف الإيرانية عن توجه لكبح التوتر والسير على خط التهدئة بين إيران والولايات المتحدة، في ما يبدو مقايضة ممكنة بين وقف طهران تزويد روسيا بالمسيّرات، مقابل مرونة مقابلة من أمريكا قد تسمح بالعودة إلى الاتفاق النووي. وأشار كاتب المقال إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو رئيس إحدى الدول الموقّعة على الاتفاق النووي قد وجد فرصة لتحريك الموقف الأوروبي أيضا في هذا الاتجاه، حيث قام بالاتصال بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أول أمس السبت، في مكالمة استغرقت 90 دقيقة.
يتزامن هذا، على صعيد المنطقة العربية حسب الكاتب مع إشارات إيجابية متبادلة عبر استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، والعمل على تحسين علاقات إيران مع دول عربية أخرى مثل مصر، يبدو أن لقاء «الدوائر المختلفة» يصبّ في صالح السياسة الإيرانية، وأن الأسلوب الذي تتبعه الإدارة الأمريكية، لتخفيف وطأة هذه السياسة على دول الخليج العربي، والسعودية خصوصا، هو التقارب معها بخصوص نقل التكنولوجيا النووية، والتخفيف من غضب إسرائيل، عبر الضغط على الرياض للتطبيع معها.
كتب سام منسى أنّ زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية واجتماعاته العالية المستوى وتعهداته، مؤشر جديد واعد على مراجعة واشنطن سياستها وتأكيد انخراطها في هموم المنطقة ومشاكلها، تندرج هذه الخطوة تجاه الرياض ضمن حراك أميركي أعقب الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية الصين، ومن علاماته ما يتردد أولاً عن محاولة العودة إلى المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية.
وحسب كاتب المقال فعلى الرغم من استمرار عدم وضوح سياسة واشنطن، يصب هذا الحراك في محاولة لعب دور مثلث الأهداف: الأول يحاول استنساخ التطبيع الذي حققته الصين بين السعودية وإيران لاعتماده في أغراض أخرى، والثاني يحاول وقف النشاط النووي الإيراني ومنع امتلاك طهران السلاح النووي بالعودة إلى المفاوضات معها للتوصل إلى اتفاق أما الثالث، فهو التصدي لأنشطة إيران في مياه الخليج وتفعيل الدور الأميركي في حماية أمن هذه المنطقة بعامة.
ويقول الكاتب إنّه مهما حقق بلينكن في هذه الزيارة سيبقى ضعيفاً وناقصاً أمام مخاطر التوترات المستمرة في اليمن وسوريا والعراق ومناطق الصراع الأخرى، وأبرزها الحرب الأهلية التي اندلعت أخيراً في السودان، إلى جانب التحديات الشاملة التي تمثلها العلاقات المشحونة بين إيران وإسرائيل يضاف إلى ذلك سياسة الحكومة الإسرائيلية الوحشية تجاه الفلسطينيين والتي تزعزع استقرار المنطقة الأوسع.
كتب يقظان التقي أنّ الوضع اليومي الحزين في السودان أصبح لا يطاق مع سقوط مئات الأطفال ومع آلاف آخرين أصيبوا بجروح. فرّ مئات الآلاف من منازلهم في ثالث أضخم بلد في أفريقيا، يقدر عدد سكانه بأكثر من 40 مليون نسمة، ويشكّل فيه عدد الأطفال نصف العدد الإجمالي للسكان. وتؤكّد منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) ومنظمة "وورد فيجين" أن ملايين من الفتيان والفتيات السودانيات يحتاجون مساعدات إنسانية فورية وحماية، ويجب بذل كل جهد لإبعادهم عن الأذى الذي يحدق بهم من النزوح والانتهاكات الجنسية والاستخدام من الجماعات المسلحة، وإبعادهم عن مرمى النيران، والتمكّن من النمو في بيئةٍ يسودها السلام. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تأثرت الرعاية الصحية بشدّة بالعنف، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، ومنطقة غرب دارفور.
ويقول الكاتب أنّ 18 مليون نسمة، أي أكثر من ثلث سكان السودان، يعيشون في حالة من الجوع والفقر المدقع بسبب الجفاف والحروب والصراعات المحلية حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وضع إنساني قاسٍ في واحدة من أفقر الاقتصاديات في العالم على مساحة مليون وثمانمائة ألف كيلومتر مربع، ويعتبر كاتب المقال أنّ أوضاع السودان خارج السيطرة، ومساعي اتفاق جدّة تفسيراً لما يجري غير موثوقة وما يجري يوحي أن الحرية شيء مرعب، إطار متخلف في قصّ الحوادث، وتحوّلها إلى أزماتٍ ومواجهاتٍ عنيفة، مدعاة لتملص المجتمع الدولي من المسؤولية الضخمة التي تقع على كاهله.