نخصص حلقة هذا الأسبوع للأديبة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي الذي رحلت عن عالمنا بعد عمر مديد ناهز حوالي الخامسة والتسعين عاما بعد مسيرة أدبية حافلة بالعطاء خدمت فيها الأدب العربي كتابة وترجمة وتحليلا.
سلمى الخضراء الجيوسي الفلسطينية الأب واللبنانية من جهة الأم والأردنية من جهة النشأة والتربية ولدت عام 1928 في مدينة عكا وقضت طفولتها في حي البقعة في القدس الغربية. وبعد نكبة 48 انتقلت مع عائلتها الى الأردن. درست الألمانية في القدس، ثم انتقلت الى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث درست الأدبين العربي والغربي. حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن، ودرَّست في عدة جامعات عربية من بينها الجزائر والسودان درست في عدة جامعات أمريكية.
أصدرت الجيوسي ديوان شعر يتيم بعنوان «العودة من النبع الحالم» عام 1960 في فترة المخاض والتحولات الكبرى التي عاشها الشعر العربي غير أنها اختارت بعد هذا الديوان أن تنذر نفسها للترجمة من والى العربية والتأريخ للأدب العربي.
واقتنعت مبكرا بضرورة تأليف موسوعات متخصصة ومتكاملة عن الأدب العربي للتعريف به في العالم أجمع باللغة الإنجليزية وعيا منها بضرورة محاربة الجهل العميق بالثقافة العربية في الدوائر الغربية. هكذا أصدرت موسوعة عن "الشعر العربي الحديث" ثم "أدب الجزيرة العربية" و"الأدب الفلسطيني الحديث" وهي موسوعة متكاملة نشرتها جامعة كولومبيا الشهيرة عام 1992.
لنستمع اليها متحدثة عن الصعوبات الكبيرة التي واجهتها من أجل نشر موسوعتها عن الأدب الفلسطيني الحديث التي نشرتها جامعة كولومبيا الشهيرة بعد تدخل شخصي من المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد.
وبالإضافة إلى اهتمامها بتقديم الأدب العربي دأبت الجيوسي على ترجمة الأدب الغربي الى العربية وترجمت في مطلع الستينيات من القرن الماضي كتاب لويز بوغان "إنجازات الشعر الأمريكي في ربع قرن" وكتاب آرشيبالد ماكليش "الشعر والتجربة" كما أغنت المكتبة العربية بترجمتها لثلاثية "الاسكندرية" للكاتب الشهير لورانس داريل.
ويبقى الكتاب الأهم الذي وقعته سلمى الخضراء الجيوسي هو دراستها النقدية الشهيرة التي تحولت إلى مرجع أساسي واستثنائي بعنوان "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث" الذي يتناول تطور الشعر العربي منذ عصر النهضة حتى سبعينيات القرن الماضي والذي صدر عام 1977 بعد أن ترجمه الناقد والمترجم العراقي عبد الواحد لؤلؤة.
فازت الراحلة بالعديد من الجوائز العربية منها: جائزة شخصية العام الثقافية التي تمنحها جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2020. وأيضا جائزة العويس عام 2007.
وكل كتاب وأنتم بخير...