يحدث أحيانا بل كثيرا أن تصفعك الحياة بقوة فترتطم بالأرض كأنما سقطت من أعلى طابق للعمارة، تنجو عظامك من التهشم لكن آمالك التي عانقت السماء لفترة تتحطم دون سابق إنذار وتتناثر الشظايا في كل مكان. لا صوت يُسمع سوى أنين قلب أنهكه الحمل ولم يعد قادرا على الاستمرار. في تلك اللحظة تفقد الإحساس بالعالم الخارجي ومع كل قطرة دم تصل إلى أعضاء جسمك، تتدفق سيول من الوجع والأسى. تضع يدك على أنفك مراقبا توالي الشهيق والزفير، ثم تسأل مستغربا: "هل ما زلت حقا على قيد الحياة!". تقف مصدوما أمام المشهد، تائها بين خوفك وكبريائك وغضبك، تراهم يسقطون واحدا تلو الآخر، لتختار الصمت أو ربما البكاء حين يعجز الكلام.
مقال للكاتبه عفاف فتحي