001
14390521 – الأربعاء
…قواعد في الأسماء والصفات
https://fawaidalqasim.wordpress.com/2018/10/18/1439Wasitiyyah001
https://archive.org/download/AlQasimDaily/1439052102-.mp3
العَقِيدَةُ الوَاسِطِيَّةُ([1])
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
أما بعد: نبدأ بإذن الله في شرح «العَقِيدَةِ الوَاسِطِيَّةِ».
أولاً: «العَقِيدَةُ» مأخوذة من العَقد وهي: الرَبط، أي: كأنك تعقد على قلبك ما سمعته أو قرأته، أي: أن تحفره في قلبك.
والفرق بين العقيدة والتوحيد:
أن العقيدة أوسع، فيُذكر فيها التوحيد، ويُذكر فيها مشاهد يوم القيامة، ويُذكر فيها القدر والإرجاء، وغير ذلك؛ أما التوحيد فهو مقتصر على أنواع التوحيد الثلاثة: الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.
وقوله: «الوَاسِطِيَّةُ» نسبة إلى «وَاسِط»، وهي بلدة بين البصرة والكوفة في العراق، متوسطة بينهما فسميت «وَاسِط».
وسميت بـ«وَاسِط» لأن قاضي تلك البلدة([2]) ــ «وَاسِط» ــ بعد أن حج لقي شيخ الإسلام رحمه الله في الشام وهو عائد من حجه، وطلب منه أن يؤلف عقيدة له ولأهل بيته، وهذا سبب تأليف هذه العقيدة الواسطية.
فكتب شيخ الإسلام رحمه الله له ولأهل بيته هذه العقيدة النافعة، فٱنتفع بها هو وأهل بيته وجميع الـمسلمين على مر العصور.
وكتبها شيخ الإسلام رحمه الله في جلسة بين العصر والـمغرب، مما يدل على شدة ٱستحضاره للنصوص ورسوخ علمه، وقد كتبها وعمره سبعة وثلاثون عاماً، وقال: «وقد حررها تحريراً بالغاً لم يُصنّف أحدٌ مثلَ هذه العَقيدَة قط»، لذا قال: «وكل جملة فيها خلاف لطائفة من الطوائف»([3])؛ ولا حشو فيها.
ولأن نفعها قد تعدى إلى أهل بيت القاضي وأهل الشام ووصل إلى مصر، طلب رحمه الله إلى مصر لسؤاله عن هذه العقيدة وما فيها؛ فعقد أكثر من مجلس، وفيه العلماء من الأشاعرة وغيرهم بحضور نائب مصر([4])، وقال لهم شيخ الإسلام رحمه الله: أمهلكم ثلاث سنوات إذا أتيتم بشيء فيها يخالف الكتاب والسنة([5]).
ومضى على وفاته رحمه الله أكثر من سبع مئة سنة، ولم يأت أحد بالرد على شيء منها؛ فهي عقيدة حقيقة بالٱهتمام، وحري بطالب العلم وغيره أن يتدارسها حينا بعد حين، فذكر فيها إثبات صفات الله عز وجل، وغيرها.
وقبل الشروع فيها نذكر قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات:
القَاعِدَةُ الأُولَى: تعريف الاسم هو: ما يدل على الذات؛ فإذا قيل: «الله» ٱنصرف إلى ذات الله سبحانه وتعالى.
وأما الصفة: فإنها تدل على معنىً في الذات؛ فتقول: الله كبير، عظيم، عليم، وهكذا.
ومثال آخر: لو قلت كتاب، فهو يدل على الذات ــ هذا الكتاب ــ، وإذا قلت: هذا الكتاب أصفر، فكلمة أصفر: معنى يدل على شيء في الذات.
القَاعِدَةُ الثَانِيَةُ: أن أسماء الله عز وجل كلها حسنى؛ أي: بالغة الحسن والجمال والكمال؛ قال سبحانه في آيتين: ﴿لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [طه: 8، الحشر: 24] أي: لا أحسن منها.
…
([1]) درس يوم الأربعاء 21/05/1439 هـ.
([2]) قال في مجموع الفتاوى (3/164): «يقال له: رضى الدين الواسطي».
([3]) ينظر: مجموع الفتاوى (3/163).
([4]) ذكر شيخ الإسلام قصة هذه المناظرة، ينظر: مجموع الفتاوى (3/160 ــ 210).
([5]) قال في مجموع الفتاوى (3/169): «وَقُلْت مَرَّاتٍ: قَدْ أَمْهَلْت كُلَّ مَنْ خَالَفَنِي فِي شَيْءٍ مِنْهَا ثَلَاثَ سِنِينَ، فَإِنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْ القُرُونِ الثَّلَاثَةِ ــ الَّتِي أَثْنَى عَلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ حَيْثُ قَالَ: «خَيْرُ القُرُونِ القَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ــ يُخَالِفُ مَا ذَكَرْتُه، فَأَنَا أَرْجِعُ عَنْ ذَلِكَ».