في أحد الأيام، علّقت قريبتي على شعري الأبيض. "ليش شعرك هيك؟"، سألتني. وأجبتها: "لأنه عاجبني". طبعاً، استحالة أن تكون إجابتي مقنعة. فقالت بنبرة استنكارية: "شو؟ عشانك صرتي إم بدّك تهملي حالك؟". وفي هذه اللحظة، وأنا أجيبها بقمة الهدوء، كنت أردد في عقلي كم أنا سعيدة بأني بعيدةتعلّمت باكراً أنه ما من وقت لأسكر في البارات -مثل أيام زمان- لكن تعلّمت باكراً أن ما حصلت عليه، أي الهدوء الذي يحيط بخطوات الأمومة الأولى، والهدوء حين أسمع نفسي وأرمي كل الأصوات التي حُمّلت على كتفيّ كأمّ، أو صداها في حالتي... تعلّمت أنها النعمة في اللعنة، لعنة الغربة أقصدListen to Raseef22 on Podeoإستمعوا ل رصيف22على بوديو