ساءت حالة الغزالي، واعتقل لسانه عن الكلام، وفقد شهوة الطعام والشراب، وعجز الأطباء عن التعليل، فكان من نتائج هذه الأزمة أن لاحظ أحواله وأعماله، ووجد أن ما قام به لم يكن لإرضاء الله بقدر ما كان إرضاءً للنفس والسلطان وطلب الشهرة والجاه، فتيقّظ ضميرهكان من نتائج الأزمة النفسية التي تعرّض لها الغزالي، أن تسرب الشك إلى نفسه، وكان أوله أن شك في العقائد الدينية، وانحلّت عنده رابطة التقليد، وانكسرت عليه العقائد الموروثة، ثم بدأ بالشك في المحسوسات...بعد أن قضى سنواتٍ من العزلة، رأى الغزالي أن هناك بعض الحقائق لا يدركها العقلاء بالعقل، لذا أضاف إلى العقل ما اصطلح عليه بالذوق والسلوك، والكشف الذي يقذفه الله في القلب، عادّاً المعرفة الذوقية مصدراً من مصادر المعرفةListen to Raseef22 on Podeoإستمعوا ل رصيف22على بوديو