القصيدة رقم (75)
وطن بحجم عيوننا
للشاعر: أحمد بخيت
صوت: جان فالجان
سماعاً ماتعا
Twitter: JAN_FALJ
Telegram: JAN_FALJAN
Soundcloud :
1
عَيْنَاكِ آخرُ مُعجِزَاتِ الحُبِّ فِي زَمَنِ الرَّصَاصْ
نهرانِ منْ غَضبٍ وقَدْ نَصَبا مَوَازِينَ القِصَاصْ
للرَّافعينَ منارَةَ الدَّمِ دُونَ مَنٍّ وَانْتِقَاصْ
عَيْنَاكِ شَعبٌ ثائِرٌ يترقَّبُ الغَدَ والخَلاصْ
2
فِي بَيْعَة الرِّضوانِ يَا قرآنَ عينَيَّ الْمُبِينْ
تَحْتَ السَّمَاواتِ الَّتِي ليست تَخُصُّ اليائسينْ
بايعتُ «جُلْجُلَةَ» التُّرَابِ «وكَرْبَلاءَ» الواقفينْ
أَقْسَمْتُ إِمَّا أَنْ أكونَ هُنا وإِمَّا أَنْ أكونْ
3
جئنا لينتصرَ الجَمالُ أمامَ الآفِ الخطوبْ
والحُبُّ رايَةُ رُوحِنا ضِدَّ المذابحِ والحُرُوبْ
ونُضُوجُ عاطفَةِ المَحَبَّةِ بَدْءُ تحريرِ الشُّعوبْ
وتَسَاقُطُ الطُّغْيَانِ مَرْهُوْنٌ بتحريرِ القُلُوبْ!!
4
الَفْجرُ يغسِلُ بالنَّدَى جُدْرانَ شارعِنا الفقيرْ
وأنا أفكِّرُ كَيْفَ يجمعُ حُبَّنا عُشٌّ صغيرْ
والطيِّبونَ القابضونَ الجَمْرَ فِي كُلِّ العصورْ
يتقاسمون القَهْرَ تحتَ سَماءِ عالَمِنا المريرْ
5
الليلُ بستانُ الرؤى والحبُّ فاكهَة الشتاءْ
وأنا المهاجرُ خفقَةٌ فِي الأرضِ مِن قلبِ السَّمَاءْ
لم أختصرْ إِلاَّ المسافَةَ بين جَفنِكِ والبُكَاءْ
لم أُعطَ مِن شَرَفِ النُّبُوَّة غيرَ حُزْنِ الأنبياءْ!!
6
يَا عذبَةَ العَيْنَيْنِ يَا أحلى اكتشافاتِ العُمُرْ
يَا نَهْرَ أيَّامي ويا شوقَ التُّرَابِ إِلَى النَّهَرْ
غنَّيتُ باسْمِكِ أَينعَتْ رُوحِي وبلَّلَنِي المطرْ
فبأيِّ آلاءِ المَحَبَّةِ لاَ يبايِعُك الوترْ!!
7
تلميذُ عَيْنَيْكِ الَّتِي خُلِقتْ لتبتكِرَ الصَّبَاحْ
أعطيْتِنِي شَرَفَ الْمَحَبَّةِ والْمَحَبَّةُ لاَ تُباحْ
ثَبَّتُّ أَقْدَامِي وقلتُ لَهَا:هنيئًا بالجراحْ
من صخرَةِ الأهرامِ منحوتٌ فمُوْتِي يَا رِماحْ!!
8
سَرَقُوكِ مِنْ عَيْنِي «عَلَى عيني»أتفتقدين صَوْتِي؟
النِّيلُ فَيَّاضٌ بُشِرْيَانِي أَظُنُّكِ مَا ارْتَوَيْتِ
الحُبُّ لاَ يأتِي وَلاَ ابْنَتُهُ: السعادَةُ سَوْفَ تَأْتِي
مَا مِنْ سَمَاءٍ سَوْفَ تَغْفِرُ لِلْحَيَاةِ إِذَا بَكَيْتِ
9
رُدِّي لِيَ الأَيَّامَ، أُسْبُوعٌ وكُلُّ العُمْرِ سَبْتُ
غنَّيتُ باسمِكِ وانكسرتُ أمامَ يأسي وانتصرتُ
غنَّيتُ مِصْرَ فَهْل رأتْ مِنْ أيِّ شريانٍ نزفتُ؟
وَحَضَنْتُ كلَّ بُيُوتِ مِصْرَ وَلَيْسَ لِيْ فِي مِصْرَ بيتُ