تستضيف علياء قديح في برنامج ثقافات جاسر حاج يوسف، المؤلف الموسيقي وعازف الكمان التونسي والعالمي الذي أعاد إحياء آلة الفيولا دامور مُكيِّفا إياها مع عوالم وأساليب موسيقية مغايرة، كالموسيقى الشرقية والعربية وموسيقى الجاز.
تحدث جاسر حاج يوسف عن تجربته الفردية في فترة الحجر المنزلي في باريس وقال إنه بعد أن خفّ الشعور بالحيرة والخوف على العائلة والأقارب عاد إلى التلحين والعزف قليلاً. ورغم توقف الحفلات التي كانت مبرمجة إلا أن هذه الفترة كانت فرصة للتفكير وامتداداً لاختياراته منذ حوالي أربع سنوات، اقترب فيها من الطبيعة وأصواتها وإيقاعها، بعيداً عن ضجيج العالم في أمكنة جميلة هادئة، وفي خلوة للبحث والابتكار واكتشاف الذات والعيش ببساطة والعودة إلى الأساسيات.
وفي هذه الأجواء كانت الإقامة الفنية لجاسر حاج يوسف في قصر شامبور في فرنسا للبحث في مشروعه الموسيقي الجديد وفي أساسيات الحياة وأساسيات الموسيقى، طارحاً أسئلة وجودية على نفسه وآلته والناس من حوله والطبيعة للحصول على بعض الإضاءة لمشروعه الفني.
في ألبوم جاسر حاج يوسف الجديد الذي من المقرر صدوره هذا العام 2020، بحث في موسيقى الذاكرة وقد تطرق إلى مواضيع تاريخية، دينية واجتماعية، وإلى الطبيعة وأصواتها. وشاءت الصدف أن يتعرّف على صوت غناء تم تسجيله منذ أكثر من قرن في أحد سجون برلين أيام الحرب العالمية الأولى لمزارع تونسي اسمه صادق، تبيّن بعد بحثٍ لوالده حسين حاج يوسف المتخصص في الموسيقى الشعبية والأنثروبولوجيا أنه صوت جده. ويقول جاسر حاج يوسف إنه عندما ركّب هذا الصوت على تسجيل عمله في قصر شامبور كانت الموسيقى من نفس الطبقة ونفس المقام فكانت بمثابة هديّة قيِّمة لمشروعه الفني، وقد خصّ برنامج ثقافات بمقتطفات منه.
أما بالنسبة لطريقة برمجة الحفلات فيدعو جاسر حاج يوسف مديري المهرجانات والقاعات الثقافية إلى إيجاد طريقة جديدة وحل آخر لكي تُقام بطريقة أسرع مما كانت عليه قبل فترة الوباء، حيث كان يتم الاتصال بالفنان قبل عام من برمجة الحفل ويكون حينها قد انتقل إلى أشياء جديدة في حياته الفنية. وهذا على كل حال ما مهَّد له هو في السنوات الأخيرة حيث كان يقدم حفلاً بعد أسبوع فقط من برمجته تكون مدته قصيرة وأمام جمهور لا يتعدى الخمسين شخصاً، يتقاسم معهم المواقف الفنية والتجربة.