كان شريكي ف قطر تسعة وربع وسيم , حزين يمتلك شنطة سودا أرقامها سرِّية ...ونضارة اتضحلي بسهولة انها مش بسبعة جنية زي نضارة الاشارجي ف شارع تمانية كنا ف كابينة مافيهاش شريك غيرنا إلا شباك من حديد وقطة بلدي وسر مش عاوز يقوله حتى لو لشريك كابينته ف قطر تسعة وربع ( إعلان صفيح عليه إسم قرية مغمورة ) هنا انتفض المسافر , وانتفضت معاه كان المسافر موعود بأصعب مرور ع القديم شُفته بيبُص م الشباك على القرية زي طفل متعاقب من الوالد فبيبُص ع الشارع بعين الحالِم الحزنان كانت عنيه على شكل دراعين بيجروا ياخدوا الذكريات بالحضن ويسلّموا ع المارّة من شوقهم وبين إصراره ع الكتمان ونسبه عالية من تطفُّلي كشريك كان لازم ادخل ف الرواية وافترض أنسب سيناريو حسب درجة حرارة دموعه وشدة مسكته ف الحديد هنا مثلاً : عند الساقية القديمة افترضت وجود صبيّة جميلة ف اللقطة إذا كان بيبكي حتى هستيريا الفراق لازم تكون ف القصة واحدة حكمة بتقول : “الأنثى هي الوحيدة اللي ممكن توصل مسافر للبُكا ” هناك شُفتهم بيختلسوا لحظة م الزمن وبيضحكوا من قلوبهم / عليهم هي : رسمت لها ف خيالي أب ف السبعين ظالم كما كل أفلامنا الرومانسية أكيد منعهم من متابعة مشهد الساقية وداس على الوردة اللي جابهالها الحبيب ف العيد بدأت ارتب كل تفاصيل النهاية المأساوية كنهاية تنفع لواحد لسه حتى الآن بيبكي ف الكابينة وماسك ف الحديد بإيديه وبيتبّت منين بييجي المطر ياعابر القضبان ؟ م السما الرحيمة بحلمنا وبحزننا ولاّ من ذكرى المسافر فوق شريط القطر وسألت : ف القهوة اللي دايماً تحضن الأصحاب مساءً كام مسافر زيه شايل سر ؟ وكام سر لحبيب ودع حبيبته عند باب الفقر ؟ وكام فقير فخ الظروف خلاه مهاجر ؟ وكام مهاجر خرج عن دايرة العايشين عشان بردان ؟ وكام بردان مايعرفش الدفا غير بُق م القهوة ؟ وكام قهوة بتحضن الأصحاب مساءً ؟ هنا الترعه كانت بتقطع السكة انتصاف والناس بعاد ع الضفتين بس هو الفولكلور نفسه والملامح نفسها يتهيألي لما فارق حبيبته ع الساقية أكيد جه هنا علشان يفكر ويبُص ع الدبلة بوجع وأكيد كان الناياتي مدّي ضهره لـ اللقا وبيعزف اللحن الأخير – لحن المسافر وقُلت : هل كان فراق الوطن مُفزِع علشان يعيط بشكل لايق ع الرحيل ؟! هل كانت عيون البنت ثورة علشان يفضلّها عن كل اللي كانوا ف الكازيينو ؟! وهل لـ اللقا بعد الفراق صمغ مُتقَن علشان يحنط إيدين المسافر ف الحديد بالشكل ده ؟! إذاً ف لشريكي حق الإجابة عن تساؤل شريكه ومن حقه برضه يسكت للأبد علشان تكون السيمفونيّة ملهِمة وقُلت : ياغريبة , ياقريبة ياحضن من شوك الحضور بعد الغياب يا أوسع الأبواب ف وش المطرودين إزاي قابلتي الغريب بالحضن ومنحتيه نصيبه م الإضاءة والرصيف والغيم كان لازم انتي تكوني أصعب زي أم حنون بتطرد صديق إبنها لما بييجي غاضب من كلام أمه وتقول له بكل ما في القسوة من رحمه : ” آسفة , مافيش مكان علشان تنام الليلادي ” كان أولى بيكي ترفضيه بدال ماتديه البديل عن وطن / منفى وتوعديه بالمافيش وقولي لي كنتي مستنّيه إيه من يوم كهذا اليوم من يوم يمر فيه المسافر ع التاريخ ويسِح دمع وفاكرَه إيه فاكراه إذا مرّت قصاده الذكريات هيبُص م الشباك ويضحك للطفولة ؟!! ولاّ هيبتسم لشريكه ف الرحلة ويقول له بهدوء المُثقّف : ” على فكرة , أنا من هنا ” فاكراه هيلعب دور مجرد عابر اللحظة ويرجعلِك بنفس الشوق ! وقولي لي إيه اللي ممكن تمنحيه لغريب غير اغترابُه وغير نهايته الأنيقة فوق سرير ناعم ؟ مسكن ؟ بدله كريستيان ديور* علبة سجاير (مارلبورو) شنطة سودا أرقامها سريًه ! إيه اللي ممكن تمنحيه لغريب غير الغريب لابس هدوم القريب وبيمشي مش شايف هنا / عند المحطة النهاية والقطر بِيْشِدّ عجلاته بصدى موسيقار مريض كان المسافر بيشد روحه م الحديد وبينصهر مع فكرة العائد المسافر بص لي وابتسم وكإنه قرّب م السيناريو المُرّ والقصيدة انتهت على باب رجوعه للمكان انتهت واللقطة أبشع ماتكون والحلم واقف بين بينين محتار فسيّب سطر من وجعه وكمِّل سطر الأكيد ف اللقطه دي إن انا وشباك الحديد والمسافر وقطته البلدي كنا افتراض مجنون من شخص تاني ماكانش أصلاً على متن هذا القطر