أينَ هيَ فرحتي؟ أضعتُها خلفَ زقزقةٍ خافتةٍ في دروبِ الحي، تاهتْ معَ ظلِّ ضحكتي، ...بينَ زوايا السنينِ التي لم تحتضنني يومًا بقيتُ بلا نافذةٍ يا أمي الريحُ تدخلُ من كلِّ الجهات، لكنّها لا تحملُ سوى الصمتِ والغبار لقد سرقوا طفولتي دونَ سابقِ إنذار، مرّوا كسارقٍ خفيفِ الظل، وسرقوا عمري كأنّه لا يعني شيئًا بقيتُ بلا نافذةٍ يا أمي، الريحُ تدخلُ من كلِّ الجهات، لكنّها لا تحملُ سوى الصمتِ والغبار. أين شبابي يا أمي؟ لقد اشتعلتُ في نارِ العمرِ باكرًا، كبرتُ قبلَ أن أفهمَ كيفَ يكونُ الكِبر، احترقتُ… ولا أحدٌ سألَ عن الرماد. بقيتُ بلا نافذةٍ يا أمي، الجدرانُ لا تتحدثُ يا أمي، الريحُ تدخلُ من كلِّ الجهات، لكنّها لا تحملُ سوى الصمتِ والغبار.