لم تكن قرية منوبة التونسية تتسع للسيدة عائشة المنّوبيّة، الحالمة بالحرية والمعرفة. رفضت الزواج وتوجّهت إلى مدينة تونس لتكون قريبة من مناهل العلم، وهنالك نجحت في اختراق التقاليد الذكورية المميزة لمجتمعات الأولياء الصالحينظهر في كلامها الميل إلى عبارات العشق والفناء والسكر ولعلّ ذلك يتّضح من قولها "أنا سكرانة طول حياتي"، وتقصد هنا بالسكر الخمرة الصوفية التي تذاق بالقلوب، واعتبرت أنّ الذِكر يكون بالقلب أساساً فجاءت عبارتها "لا خير في ذكر باللسان والقلب غائب"