برنامج "الصحة المستدامة" يستضيف د. ياسر خير بيك، الاستشاري في الطب النفسي العام ورئيس الأطباء في مستشفى أورجمون للطب النفسي بضاحية أرجنتوي الباريسية، والمنسق الإقليمي لمشافي شمال باريس لمجموعة EMEIS الطبية، لفتح ملف: ما هو تأثير المرض النفسي عند الأب على ديناميكية الاسرة ؟
دراسة حديثة تشير إلى أنّ غياب الاب يؤدي إلى تدهور صحة الابناء
أشارت دراسة حديثة إلى احتمال وجود تفسير بيولوجي للمشاكل الصحية التي يواجهها بعض الأطفال في حال غياب الأب، نتيجة الوفاة أو الطلاق أو السجن.
وكشفت الدراسة أنّ لذلك علاقة بقصر التيلومير وهو جزء يحمي نهاية الكروموسومات داخل الخلايا، و يعتقد أنّ هذه التياوميرات التي تنكمش مع التقدم في السن، قد تتقلص أيضا بسبب الضغط النفسي الشديد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التيلوميرات تنكمش في كل مرة تنقسم فيها الخلية، لكن عندما تصبح التيلوميرات أقصر مما ينبغي، يتوقف نمو الخلية ولذلك يعتبر طولها مؤشرا محتملا على نمو الخلايا والحالة الصحية للإنسان بشكل عام.
وكتب الباحثون في دورية "بيدياتريكس"، أنّ التيلروميرات لدى الأطفال الذين بلغوا التاسعة من العمر وفقدوا آباءهم، تكون أقصر بنسبة 14 في المائة مقارنة بالأطفال الذين لا يزال الأب موجودا في حياتهم.
وأوضح دانيال نوترمان الباحث في البيولوجية الجزيئية في جامعة برنستون أنّه بالرغم من معرفتنا بأنّ عوامل ضغط مختلفة مثل التدخين وسوء المعاملة والرعاية المكثفة وما إلى ذلك مرتبطة بوجود تيلوميرات أقصر، فإنّ الصلة البيولوجية لم تتأكد بشكل واضح ولا تزال مادة للبحث في عدد من المختبرات.
وأخيرًا يشير الباحثون إلى أنّ فقدان الأب يضر بوظائف الطفل الجسدية والنفسية، وأنّ هناك علاقة وثيقة بين غياب الآباء والمشاكل الصحية لدى الأطفال، لكن لا يُعرف الكثير عن الأسباب البيولوجية المحددة للمشاكل الصحية التي قد يتعرض لها هؤلاء الأطفال.