نتنياهو يبلغ المجلس الوزاري أن أولويته مع الرئيس ترامب ليست صفقة جزئية لتبادل الأسرى بل السرعة في إنجاز احتلال مدينة غزّة.
لا حديث في المجلس الوزاري الإسرائيلي عن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بل عن احتلال مدينة غزة، لكن بأقصى سرعة.
ولا حديث خارج إسرائيل إلا عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وهو ما دعت إليه أخيرا قمة دول منظمة شنغهاي ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وكذلك منتدى بليد الاستراتيجي في سلوفينيا الذي افتتحته رئيسة الوزراء ناتاشا مسار، بخطاب تسائلت فيه لماذا يتغاضى السياسيون حتى في الاتحاد الأوروبي، أو يدافع عن سياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
ولفتت إلى أن العديد من الدول تعارض انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا، لكنها لا تبدي الحساسية الإنسانية نفسها تجاه فلسطينيي قطاع غزة.
وفي استخلاص مفاجئ، قالت يجب ألا تختفي غزة والضفة الغربية من المشهد السياسي أبدا.
وتزامن ذلك مع وقائع عدة في الأيام الأخيرة، وأولها، يوم الاثنين، قرار الجمعية الدولية للعلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية بأن ممارسات إسرائيل في غزة تستوفي التعريف القانوني للإبادة الجماعية.
أما الواقعة الأخرى فهي أن وزير الخارجية الإسرائيلي أبلغ نظيره الأمريكي أخيرا أن إسرائيل تتهيأ لفرض سيادتها على الضفة الغربية خلال الشهور المقبلة. كما أن المجلس الوزاري المنعقد يوم الأحد تطرق إلى ضم الضفة الغربية كرد على الاعترافات التي سيعلنها عدد من الدول بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأخيراً، فإن المعلومات التي تسربت عن اجتماع البيت الأبيض في شأن اليوم التالي في غزة، أشارت إلى موافقة الرئيس الأمريكي على تهجير كامل للسكان من قطاع غزة.
وفي السياق نفسه، أفادت الصحف العبرية في تغطية الانقسام في المجلس الوزاري بين أجهزة الأمن التي تلح على قبول الصفقة الجزئية لتبادل الأسرى، وبين المستوى السياسي الذي يرفض هذه الصفقة.
وقد حسم بنيامين نتنياهو النقاش بما سمعه من الرئيس ترامب الذي طلب منه رفض الاتفاقات الجزئية، وقال له هاجموا بكل قوتكم في غزة وانهوا هذا الأمر.