يقدم الكتاب استكشافاً لأهمية الرموز والأحلام، مؤكداً أنها ليست مجرد إشارات وصفية أو علامات اصطلاحية، بل هي تعبيرات عميقة للعقل الباطن وتملك معنى يتجاوز الدلالات السطحية. الرموز تحدد الأشياء التي ترتبط بها وتتمتع بقوة داخلية، بينما العلامات تكتسب معناها من الاستخدام التقليدي فقط. يناقش الكتاب أهمية الأحلام كرسائل من العقل الباطن وكيفية تحليلها. يرى يونغ أن محاولة فهم الأحلام تتطلب الغوص وراء التداعيات الحرة والتركيز على جوهر الحلم، لأن العقل الباطن قد يظهر أفكاراً تبدو غير معقولة أو غير ذات صلة على السطح. كما يتعرض الكتاب لمفاهيم أساسية في علم النفس التحليلي مثل "الأنما" (Anima)، وهو العنصر الأنثوي في العقل الباطن للرجل، وكيف يمكن أن يظهر هذا العنصر في الأحلام ويؤثر على سلوك الفرد. يرى يونغ أن ظهور الأنما في الحلم قد يشير إلى حاجة نفسية لدمج هذا العنصر الأنثوي ليكون مكملاً للنشاط الذكوري المفرط. يشير الكتاب أيضاً إلى أن الأفكار الجديدة أو التحولات في التفكير قد تنبع من اللاوعي، وقد تظهر بشكل مفاجئ أو يكون لها تشابهات مدهشة مع أعمال أخرى لم يرها الفرد من قبل. ويؤكد على أن فهم الرموز يتأثر بالخلفية الثقافية والاجتماعية والدينية للشخص، وأن الرموز يمكن أن تحمل شحنات عاطفية ونفسية عميقة تختلف باختلاف تفسيرات الناس. يقدم الكتاب أمثلة متنوعة للرموز من مصادر مختلفة مثل:

النقوش الفنية التي تصور رموزاً دينية (مثل الإنجيليين الأربعة).
اختبار رورشاخ للحبر، حيث يمكن للمريض أن يرى صوراً مرتبطة بعقله.
رسومات فنية قديمة ترمز لأفعال جنسية أو قصص شعبية.
رسوم توضيحية من مخطوطات الكيمياء القديمة تصور الأنما.
رسومات مستوحاة من أحلام مشهورة (مثل "أليس في بلاد العجائب").
صور لأساطير دينية (مثل جنة عدن).
صور لطقوس دفن تعكس معتقدات الشعوب القديمة.
أقنعة احتفالية من غينيا الجديدة كرموز قديمة.
رموز الحيوانات في شعارات النبالة الحديثة.
صور أسطورة أورفيوس.

ويخلص الكتاب إلى أن الصراعات الداخلية لدى الإنسان، بين الأضداد مثل الخير والشر والسعادة والشقاء، هي حقيقة محزنة ولا علاج لها. هذه الصراعات هي ما دفع الأديان مثل المسيحية والبوذية إلى الابتعاد عن العالم لتحقيق الرغبات، وأن أنماط الرموز والأساطير القديمة يمكن أن تظل ثابتة لقرون في المجتمعات.

الانسان ورموزه: سيكولوجيا العقل الباطن