يتناول الكتاب أزمة العلاقات الاجتماعية المعاصرة، ويطرح فكرة أن الذكاء الاجتماعي هو الحل لهذه الأزمة. يهدف إلى مساعدة القارئ على بناء علاقات اجتماعية ناجحة وفعالة، وتحقيق الراحة والسعادة من خلال تطوير ذاته. مفاهيم أساسية:

مفهوم الذكاء: يوسع الكتاب مفهوم الذكاء ليشتمل على أبعاد متعددة تتجاوز الذكاء العقلي التقليدي (IQ)، ويستعرض نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر. يركز بشكل خاص على الذكاء الاجتماعي كقدرة أساسية للنجاح في الحياة.
تعريف الذكاء الاجتماعي: يعرف الكتاب الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على التصرف بكياسة ولباقة مع الناس، وبناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين.
أبعاد الذكاء الاجتماعي الخمسة الرئيسية: يقدم الكتاب خمسة أبعاد رئيسية للذكاء الاجتماعي، التي تُعتبر أساساً لتطويره:
1. الاستشعار: القدرة على فهم وتفسير سلوك الآخرين ومزاجهم وأهدافهم المحتملة، وقراءة السياق المكاني واللفظي.
2. الكاريزما: القدرة على إحداث حضور وتأثير إيجابي في المحيط، وترك انطباع جيد.
3. التسويق: القدرة على صياغة أفكارك وذكائك وتفسيرها للآخرين بسهولة ويسر.
4. العمق الوجداني: القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، وتقديرهم، واستثمار ذلك في بناء تواصل نفسي جيد.
5. الأصالة: أن تكون حقيقياً، وأن يعبر سلوكك الظاهري عن قيمة داخلية عميقة، وتصالح نفسي مع ما تؤمن به وما تظهره للناس.

مضادات الذكاء الاجتماعي (الغباء الاجتماعي): يناقش الكتاب أيضاً الغباء الاجتماعي، ويصنف أنماطه إلى المراهق الاجتماعي، والأحمق الاجتماعي، والبليد الاجتماعي، والمتغطرس الاجتماعي، التي تتميز بسوء التواصل والجهل بقواعد التعامل الاجتماعي. التقييم والتطوير: يوفر الكتاب طرقًا لتقييم وتطوير الذكاء الاجتماعي من خلال مراحل عملية تتضمن التفكير في السلوكيات السلبية والإيجابية، ومقارنة الذات بالآخرين، والتركيز على نقاط القوة والضعف. قوانين التعامل مع الناس (الفصل الثاني): يستعرض الكتاب مجموعة من "القوانين" التي تحكم التعامل البشري، والتي يرى المؤلف أنها أساسية للذكاء الاجتماعي. من هذه القوانين:

قانون العاطفة: يؤكد على أهمية المشاعر في اتخاذ القرارات والتأثير في الآخرين، وضرورة فهم عواطف الناس.
قانون التراحم: يدعو إلى نبذ الصراع والتعاضد، ويؤكد أن النجاح الحقيقي يأتي من التعاون لا من التنافس العدائي.
قانون الاستثمار: يركز على أهمية العطاء والتعامل مع الناس بعقلية المستثمر الذي يسعى لزرع الخير ليحصد التقدير والأثر الطيب.
قانون النظارة (الرؤية): يشرح كيف تؤثر "النظارة" (المنظور) التي يرتديها الإنسان في رؤيته للحياة والآخرين، ويدعو إلى تعديل هذه المنظورات السلبية.
قانون الإنصاف: يدعو إلى الحكم على سلوك الآخرين بناءً على نواياهم ودوافعهم لا مجرد الظاهر، وإلى التعامل بإنصاف مع الذات والآخرين.
قانون الضعف: يؤكد أن البشر ضعفاء ويحتاجون إلى التعاطف والدعم، ويجب فهم أن ضعفهم جزء من طبيعتهم البشرية.
قانون المجاملات: يوضح أن المجاملات الصادقة تقوي العلاقات وتعمق التواصل، وأن المجاملة تختلف عن النفاق، وتزيد من حب وتقدير الناس.
قانون الإيمان بما لدى الآخرين: يدعو إلى الإيمان بقدرات الآخرين ومواهبهم، وتقديرهم، وتشجيعهم على تحقيق ذاتهم.

الخلاصة: يشدد الكتاب على أن النجاح في الحياة والعلاقات لا يعتمد فقط على الذكاء العقلي، بل يعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاجتماعي، الذي يمكن تطويره من خلال فهم أبعاده وتطبيق قوانين التعامل الإنساني. يسعى المؤلف لإلهام القارئ لتبني سلوكيات إيجابية تعزز من تواصله وتأثيره في محيطه الاجتماعي.

اصنع لنفسك ماركة