ضمن هذه الحلقة من تجارب، نجلس مع مستشار تطوير الأعمال أنس مرشد في حوارٍ صريح... وأحيانًا صاخب، لنكشف التاريخ المخفي لعلاقة القطاع الخاص العراقي بالسياسة، ولماذا لا يزال مكبَّلًا حتى اليوم بقوانين وبُنى تنظيمية تعيق نموّه.
نبدأ من البدايات: ميلاد القطاع الخاص (1919 - 1958)، حين سُمِح للعوائل التجارية ببناء أوّل غرفة تجارة في العراق، وبدأت المبادرات الاقتصادية بالازدهار، قبل أن ينقلب المشهد تمامًا مع إعلان الجمهورية.
ثم ننتقل إلى الحقبة التي جففت كل مبادرة فردية: العقود الاشتراكية والحصار (1958 - 2003). فيها حصل التأميم، تراجعت الحريات الاقتصادية، وعاد التجّار من "النافذة الخلفية" عبر مكتب عُمان وبرنامج النفط مقابل الغذاء.
ومع سقوط النظام، تبدأ مرحلة جديدة... مليئة بالفرص، لكن أيضًا بالإحباطات: من 2003 إلى اليوم، حيث ظهرت آلاف الشركات الناشئة، لكن الزبون الأوّل ظلّ هو الحكومة، والقطاع الخاص لم يجد بيئة تشريعية تحتضنه.
في هذا السياق، نطرح الأسئلة الصعبة: هل العلاقة بين القطاع الخاص والسياسة هي تحالف محتوم أم تابو ممنوع؟ لماذا يخجل رجال الأعمال من دعم الأحزاب؟ وهل نحتاج إلى لوبيات مُعلنة بدل العلاقات السرّية التي تحكم السوق؟
وأخيرًا... رؤية أنس: هل حان وقت ظهور حزب يقوده روّاد الأعمال؟ وهل يمكن لقانون واحد فقط أن يغيّر حياة الآلاف من العاملين بالتقنية والدفع الإلكتروني؟