في عالم تسيطر عليه مراسم التحنيط العتيقة، التي تُغلف الأجساد بطبقة من القار الأسود الرديء، مما يجعل الجثث عرضة للتعفن بدلاً من الحفاظ عليها للأبد، ينتاب السارد (الراوي) إحساس عميق بفقدان "لون" غامض، لون يبدو هاربًا من قوس قزح الحياة. هذا الفقدان يترك أثراً حزيناً وثقيلاً في نفس السارد، وكأن كل شيء حوله بات يفتقر إلى جوهره الحقيقي، بما في ذلك الأمل. يشرع السارد في رحلة بحث مضنية، متخطيًا الزمن والمساحات، ليصطدم بوجود كيانات آلهة مصرية قديمة. يقابل "حابي"، إله النيل، الذي يظهر بملامح ممتلئة كناية عن الخير والوفرة. يمر بتمثيلات "رع"، إله الدولة الرسمي القديم وإله الشمس، الذي يرمز إلى السلطة المطلقة. كما يلتقي "أوزوريس"، إله الموتى والبعث، الذي يعيش تحت الأرض، مما يرمز إلى الحقائق الخفية وإمكانية التجديد. وتظهر "حتحور"، ربة حامية للزوجات والأجنة ومرتبطة بالشخاليل التي تُستخدم في الإنشاد، و"باستت"، ربة الدلال والزينة. خلال هذه الرحلة الوجودية، يدرك السارد أن البحث ليس عن شيء مادي، بل عن جوهر خفي. يلاحظ أن الطبقة السوداء المستخدمة في التحنيط السيئ لا تسمح للجثة بالهروب من التعفن. هذا يدفعه للتساؤل عن "لون" هذا التعفن الذي يلوث الطهارة. يتعمق فهمه لمفهوم "الظل"؛ فالفراعنة، ورغم عظمتهم، لم يكونوا ليطأوا أبدًا بظلالهم على العامة. يكتشف السارد أن ظلال العامة تحمل في طياتها رغباتهم المكبوتة والألوان الحقيقية التي تحاول الحياة إخفاءها. يتشكل في ذهن السارد مفهوم "الجعارن الذهبي"، الذي يوضع مكان القلب في عملية التحنيط. هذا الجعران يرمز إلى الجوهر الخفي والقيمية التي يجب أن تُحفظ وتُظهر بدلاً من أن تُدفن. اللون الهارب من قوس قزح هو، في الحقيقة، جوهر الإنسان نفسه، تلك الرغبات الصادقة والأحاسيس المكبوتة التي تسعى جاهدة للظهور. مهمة السارد تتجاوز مجرد البحث لتصبح مهمة إخراج هذه الألوان المخفية إلى النور، لتعود الحياة إلى ما فقدته من رونقها. تُظهر السطور أن السارد، بمعاونة شخصية تُدعى "مو"، يبدأ في إدراك أن هذا الجوهر ليس شيئاً يتم البحث عنه في الخارج، بل هو كامن في دواخل الناس، هو "جوهر الروح" و"الرغبات التي يخفيها الناس". يتضح أن "التحنيط الرديء" ليس عملية فيزيائية فقط، بل هو استعارة لمجتمعات أو أنظمة تحاول إخفاء أو قمع المشاعر والأصالة البشرية. في نهاية المطاف، يدرك السارد أن الهدف هو الكشف عن هذا "اللون" الحقيقي وإعادة وصله بـ"دار الحياة"، وهو المكان الذي يرمز إلى المعرفة والحفظ، مما يشير إلى ضرورة حفظ الجوهر الحقيقي للإنسانية من النسيان أو القمع. ينتهي الأمر بهدف جديد: أن يصبح وسيلة لإظهار هذه الحقائق، وأن يضمن أن "اللون" لن يبقى هاربًا، بل سيجد مكانه في عالم يراه ويحتفي به.