تحدث الشاعر الجليدي العويني في لقاء حميمي ضمن برنامج “كافيه شو” عن بداياته القاسية، حين غادر الجنوب التونسي بـ" زوز سراويل ومريولين فقط" ، دون أن يخبر أحدًا، ودون أن يحمل أي صفة أو لقب. وأكّد أن تلك اللحظة لم تكن مجرد فرار من واقع محدود، بل كانت رحلة بحث عن حلم، وإيمان بأن للكلمة قدرة على تغيير المصير.
استعرض العويني محطات بارزة من مسيرته الشعرية، مؤكدًا أنه لم يُمنح الاعتراف بسهولة، بل نحت اسمه بقوة النص، وبالصبر على الخيبات. وأكد أنه كتب لكبار الأصوات التونسية مثل أمينة فاخت، لطفي بوشناق، عدنان الشواشي، صابر الرباعي وسمير العقربي، مشيرًا إلى أن كل تجربة منهم كانت مختلفة، فيها شراكة روحية وفنية.
تحدث أيضًا عن علاقته باللغة واللهجة، مشددًا على أن اللهجة التونسية ليست فقط للغناء، بل تصلح أيضًا للشعر العميق والنبيل، وأنها قادرة على حمل المعنى والوجدان معًا.
أما عن لحظات الانكسار، فاعترف الشاعر بأن الكتابة كانت وسيلته للبقاء، وأن بعض النصوص خرجت من مواضع ألم شديد، وما زال بعضها غير منشور لأنه مكشوف جدًا ، بحسب تعبيره.
وفي ختام اللقاء، وجّه رسالة مؤثرة لكل شاب تونسي يحمل في جيبه نصوصًا، قائلاً: “اكتب حتى لو لم يسمعك أحد… سيأتي الصوت الذي يحتاج نصك، يومًا ما"