يستمر دونالد ترامب في نسخته الثانية في مفاجأة الولايات المتحدة والعالم بإسلوبه وسياساته ونمط عمله، ويطرح تفضيله "الدبلوماسية الاقتصادية" تساؤلات حول تماسك وصوابية السياسة الاميركية .
وأتى تقييم أول مئة يوم من حكم ترامب. ليدلل على حصاد هزيل في الملفات الأساسية مع تجاهل سيد البيت الابيض لأخطائه، ووصل الأمر بخبراء مرموقين للتحذير من مخاطرة ترامب بدفع الولايات المتحدة إلى انهيار مالي حاد نتيجة حروب الرسوم الجمركية وعدم القدرة على الحد كفاية من الانفاق الحكومي،
يخشى الكثير من الموالين والمعارضين خسارة الولايات المتحدة أو تبذيرها لعناصر قوتها ، إذ إن إلغاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، افقد واشنطن إحدى ركائز القوة الناعمة، أما التناقضات مع أوروبا وتنديد الولايات المتحدة بالتزامها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فقد تحول حلفاء قدامى إلى أعداء. وهذه كلها مصادر للريبة وعدم الاستقرار الاقتصادي وفقدان مصداقية الولايات المتحدة.
في المقابل يركز ترامب على الدبلوماسية الاقتصادية ويتباهى بقوله: "نحن نصنع الصفقات، لا الحروب»، كما صرح أثناء جولته الخليجية . يعول الرئيس الاميركي على تبدل أدوات النفوذ،، لذا تتقدم الدبلوماسية الاقتصادية إلى الواجهة مع تحريك الاستثمارات ، وإبرام الشراكات العابرة للحدود في إطار يرسخ الحضور الدولي لأمريكا.
تختلف الأمور عن أشكال الدبلوماسية التقليدية أو الثقافية، إذ إنها لا تخاطب القيم أو الهويات، بل المصالح المباشرة والمشاريع الملموسة التي تخلق واقعاً جديداً على الأرض. ويؤكد ذلك على مركزية الاقتصاد في هندسة التحالفات السياسية.
من اجل تنفيد هكذا سياسة ، يستعين ترامب باصدقائه من رجال الأعمال ليكونوا بدلاء الدبلوماسيين العاديين ، ويعبر ذلك عن الازدراء
الذي يبديه الرئيس الأميركي الحالي لتقاليد الدبلوماسية الاحترافية ولمن يمارسونها، بالإضافة إلى ولعه بعلاقات شخصية مع حكام أقوياء او سلطويين من المعادين تقليدياً لواشنطن من امثال كيم جونغ أون أو فلاديمير بوتين .
ويكشف ترامب في الولاية الثانية عن تهميشه لوزارة الخارجية وفريق الامن القومي لصالح الأصدقاء المقربين
يوجد على رأس اللائحة ستيفن ويتكوف، او ستيف رجل المهام الصعبة والمبعوث إلى الشرق الاوسط والمبعوث إلى الكرملين والمفاوض مع ايران والمناور مع نتانياهو ، وهو تاجر عقارات من دون خبرة دبلوماسية . النجم الثاني في الفريق توماس باراك او توم السفير في انقرة والمبعوث الرئاسي إلى سوريا ، ويوجد في الحلقة ايضا رجل الاعمال ميشال عيسى المعين سفيرا في لبنان
هكذا يعمل دونالد ترامب من دون استراتيجية متكاملة ومقاربته للعالم قائمة على خبراته في عالم الأعمال