ينظر أغلب النّاس اليوم للمقاولة على أنّها جنّة الإنجازات، وفيها ستتحقّق كل أمنياتهم، بضغطة زرّ، أو برمية حظّ، ينتقلون بعدها من ساعات عمل طوالٍ في وظيفة يكرهونها، إلى إجازة في جزيرة سانتوريني اليونانيّة بدون تذكرة رجوع، والأرقام في حسابهم البنكيّ تتراقص يومًا بعد يوم دون أدنى مجهود..
من الجميل أن يبحث النّاس عن الاستقلالية، وأن يرفعوا سقف طموحاتهم وأحلامهم، وأن يركبوا سفينة المغامرة والتحدّي، ألسنَا نعيشُ "حياةً واحدة"؟ صحيح. وهذا أدعى أن نعيشها بواقعيّة، لأن معنى ذلك أن لحظاتها لا تُكرّر.. وأنَّ فُرصها قد لا تُعوّض. ومع أننا نتعلم بالتأكيد من أخطائنَا وتجاربنا السيئة، إلاَّ أن العاقل لا يتجه نحو الحُفرة ليختبر قوة عظامه.
المقاولة تجربة جميلة جدًّا، لكن نحتاج أن نعيشها بواقعيّة، بحلوها ومُرّها، حتّى نُقلل العثرات، ونُضاعف أسباب النجاح.. وهي قبل ذلك طريقٌ، وليست كل الطرق سالكةً للجميع، فمن تصلح له المقاولة؟ وهل أنا مستعدٌّ للتخلي عن وظيفتي المُريحة أو حتى غير المريحة لأركب أمواج المغامرة؟ ثم سواءً اخترت هذه أو تلك كيف أخلقُ نوعًا من التوازن في حياتي وأصبح إنسانًا ناجحًا؟
ضيفي في هذه الحلقة هو بلال الوردي، خبير استشاري في مجال تطوير الرأس المال البشري، عاش تجربة طويلة وحافلةً كمسؤول ومدير للموارد البشرية في عدّة شركات مغربية كبرى وشركات عالمية متعددة الجنسيات، ثم دفعه شغفه بالمقاولة لإنشاء مكتب متخصص في تقديم الاستشارات في مجال إدارة الموارد البشرية، ليُصبح بعد ذلك اسمًا بارزًا في مجال تخصّصه، وهو كذلك إنسان نشيط في العمل التطوعيّ ويشتغل بشكل يوميّ مع الشباب من أجل مساعدتهم على تحقيق النجاح.
نرجو أن تُعجبكم الحلقة، ولا تنسوا التعليق بمقترحاتكم للموضوعات التي تودّون أن نُناقشها في بودكاست توازن.. فرجة ممتعة.