تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بوقف حرب أوكرانيا، وكرر مراراً أنه لو كان في البيت الأبيض في 2022، لم تكن تلك الحرب لتحصل.
بالرغم من عدم وضوح الرؤية الاميركية في خطط حل المسألة الأوكرانية، تشير التقديرات في العواصم الأوروبية إلى أن عودة ترامب من شأنها زيادة تشدد فلاديمير بوتين. ولهذا يركز الجانب الأوروبي على أهمية ترك كييف تحدد بنفسها لحظة مشاركتها في عملية التفاوض والشروط اللازمة لهذه المشاركة، وعلى مواصلة منح أوكرانيا كافة الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها، وذلك لفتح ابواب تسوية عادلة.
ستتضح الصورة أكثر عندما سيقدم كيث كيلوغ المبعوث الخاص لدونالد ترامب حول أوكرانيا، خطة إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا في مؤتمر ميونيخ الأمني في ألمانيا الأسبوع المقبل.
والأرجح أن تتضمن الخطة تجميد الصراع عند خطوط القتال الحالية، مما يترك الأجزاء التي تحتلها روسيا في أوكرانيا في حالة من عدم اليقين، مع تزويد كييف بضمانات ضد هجوم آخر من موسكو.
لن يكون ترتيب طاولة التفاوض يسيراً نتيجة صعوبة الجمع بين بوتين وزيلينسكي اذ ركز الرئيس الروسي على أن أي مفاوضات ستكون “غير شرعية” إذا تم إجراؤها الآن، مستشهداً بمرسوم صادر عن السيد زيلينسكي في أكتوبر 2022 يستبعد أي مفاوضات طالما أن السيد بوتين في السلطة. واضاف بوتين أن فولوديمير زيلينسكي "غير شرعي"، لأن فترة ولايته انتهت لكن القانون الأوكراني يحظر إجراء أي انتخابات طالما ظلت سارية الأحكام العرفية، المعمول بها منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022
ازاء هذه الصعوبات يبرز سيناريو المفاوضات الرباعية بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن " الصفقة الفعلية" ستحصل بين ترامب وبوتين . ومن اجل طمأنة الرئيس الروسي، لوحت واشنطن بما يشبه التعهد لتغيير الوضع الاوكراني عبر الترويج لانتخابات
في أوكرانيا بمجرد سريان وقف إطلاق النار. وقال فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على إجراء انتخابات بمجرد انتهاء الحرب ورفع الأحكام العرفية.
لتبرير امكان التراجع، توقع فلاديمير بوتين أن القتال سيتوقف في أقل من "شهرين" إذا نفدت المساعدات الغربية المقدمة لكييف،
في المقابل، يجد الأوروبيون والأوكرانيون أنفسهم عالقين أكثر من أي وقت مضى بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.
أمام العديد من العناصر المجهولة، تبدو المخاطر بالغة الأهمية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي على أوكرانيا: إذ أن الأمن الأوروبي أصبح أكثر ارتباطًا بالأمن في أوكرانيا. من هنا يبدو ضرورياً ان يتمتع هذا البلد على الأقل بالاستقرار، وأن يكون مرتبطاً بشكل أو بآخر بالاتحاد الأوروبي والحماية الغربية.