العديد من المواقع والصحف العربية الصدرة اليوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تناولت مقالات عن تداعيات انتخاب دونالد ترامب على صفقة القرن في الشرق الأوسط والعلاقات الامريكية الصينية بالإضافة الى الحرب في أوكرانيا.
يقول محمد عايش في صحيفة القدس العربي إن دونالد ترامب يأتي بعد عام كامل من الانحياز الأمريكي الكامل للحرب الإسرائيلية، وبطبيعة الحال فإن أصوات العرب والمسلمين، التي حصدها في هذه الانتخابات كانت في واقع الحال عقاباً للرئيس جو بايدن.
وأضاف الكاتب في صحيفة القدس العربي ان أغلب المحللين يرون أن انتخاب ترامب لن يؤدي إلى أي تغيير يُذكر في مسار الحرب الإسرائيلية، والمشروع الذي يقوم نتنياهو بتنفيذه في فلسطين والمنطقة، ويستندون في ذلك إلى حقيقة أن الجمهوريين والديمقراطيين، يقدمون دعماً لا محدوداً لإسرائيل على الدوام، وأنهم تاريخياً لم يختلفوا عن بعضهم بعضاً في حجم الدعم والتأييد لإسرائيل، وعليه فإن الكثيرين لا يجدون فرقاً بين بايدن وترامب.
وأوضح الكاتب في صحيفة القدس العربي انه على المستوى الفلسطيني يبدو أن الاختلاف الرئيس بين بايدن وترامب هو ذلك المتعلق بــ»صفقة القرن»، التي هي مشروع التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي طرحه ترامب خلال ولايته الأولى، وأخطر ما في هذا المشروع أنه «صفقة» وليس «اتفاقا»، وهذه الصفقة يريد ترامب تنفيذها، دون النظر إلى الفلسطينيين ولا التحدث إليهم، بل يريد فرضها فرضاً وتنفيذها بإرادة أمريكية إسرائيلية منفردة.
يرى احمد يوسف احمد في صحيفة الاتحاد الامارتية ان تعهد دونالد ترامب بإيقاف الحرب في أوكرانيا سوف يحدث ارتباكاً شديداً في الاتحاد الأوروبي الذي انخرط على نحو غير مباشر في الحرب، إما إيماناً بخطر انتصار روسيا على الأمن الأوربي، أو انسياقاً وراء السياسة الأميركية.
وتابع الكاتب ان ترامب قد يواجه في حال وجود معارضة أوروبية حقيقية لنهجه الجديد ارتباكاً في علاقته بأوروبا وأغلب الظن أنه لن يأبه له، خاصة أن بعض الدول الأوروبية قد تضررت من الحرب، وبالتالي ستسعد بانتهائها. وفي كل الأحوال فإن النهج الجديد لترامب تجاه الحرب وتجاهله أوروبا سوف يكون عاملا جديداً لإحياء النزعة الاستقلالية الأوروبية عن الولايات المتحدة، وهو أمر قد لا يهتم به ترامب أيضاً، لكن انعكاسه على المكانة الأميركية يجب أن يكون موضع اهتمام على الأقل من قِبَل النخبة في واشنطن.
ويرى الكاتب في صحيفة الاتحاد الامارتية أن الرئيس الاوكراني فلديمير زيلينسكي سيفعل المستحيل لإقناع ترامب بالعدول عن التوجه نحو إنهاء الحرب على نحو يضمن الحفاظ على الإنجازات الروسية، وقد ينجح بالتعاون مع حلفاء أوروبيين في التأثير عليه لتغيير جزئية هنا وأخرى هناك في خطته، بما يخلق موقفاً روسياً معارضاً يزيد من تعقّد معادلات التسوية.
تقول دانة العنزي في صحيفة الراي الكويتية إنه في غضون أسابيع قليلة سيحل دونالد ترامب في البيت الأبيض، وتعد قضية مستقبل العلاقات الأميركية -الصينية أهم موضوع يشغل مفكري السياسة الدولية في الوقت الراهن. إذ تتحدد أمور كثيرة في العالم بناء على طبيعة هذه العلاقات، بما في ذلك احتمالية اشتعال حرب عالمية ثالثة.
وتابعت الكاتبة ان العلاقات الأميركية - الصينية تتخذ نمطاً تنافسياً معلناً منذ 2008، حيث تدور في إطار حرب باردة حقيقية على المستويات كافة. بينما يكمن الفرق فقط بين الإدارات الأميركية أو ما بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الإستراتيجيات التي يجب تنفيذها للتصدي للتحدي الصيني.
فسياسة ترامب العامة تجاه الصين لن تختلف كثيراً عن السياسة السابقة، حيث التركيز على الحرب التجارية والتكنولوجية ربما بصورة أقسى. وعليه أيضاً، فمن المرجح أن تشهد العلاقات الأميركية - الصينية في عهد ترامب، درجة عالية من التوتر والتنافس-كما في السابق- لكن رغم ذلك، لم تنجرف هذه العلاقات إلى مستوى الصراع أو الصدام المباشر.