اهتزت نيويورك واهتزت معها الولايات المتحدة إثر ادانة الرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب في قضية جنائية. وبالرغم من ان هذا الحدث يمثل سابقة مدوية في التاريخ الأمريكي ، سيتمكن الملياردير الجمهوري سيتمكّن من مواصلة حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض، ذلك أن دستور الولايات المتحدة لا يمنع أصحاب السوابق من تولي الرئاسة.
إزاء الوضع المستجد والإحباط الذي اصاب فريقه، سعى ترامب كعادته للالتفاف قائلاً : أنّ "الحُكم الحقيقي سيصدر في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر وسيصدر عن الشعب"، في إشارة إلى تاريخ الانتخابات الرئاسية.
وللتو دخلت الادانة في صلب الجدل الانتخابي للسباق الرئاسي ، إذ تكلم المدان عن تزوير قضيته متهماً جو بايدن و"عصابته" بأنهم "مريضون" و"فاشيون"، وسرعان ما رد عليه سيد البيت الأبيض معتبراً أن دونالد ترامب "يهدد الديمقراطية" و"يلقي بظلال من الشك على النظام القضائي".
تكررت كلمة "مذنب» وجرى النطق بها في محكمة مانهاتن الجنائية أربعًا وثلاثين مرة لأربع وثلاثين حقيقة مختلفة، لهذه الكلمة صدى عالمي عندما يتصل الأمر برئيس سابق لدولة عظمى ، وتدلل على حيوية دولة القانون التي تم وضعها على المحك، وعن التحدي غير المسبوق الذي يظهر للديمقراطية الأمريكية في عام الانتخابات الرئاسية
من ناحية الانعكاس على معركة ترامب للمرة الثانية ضد غريمه، يمكننا القول بان التداعيات السلبية للحكم القضائي الاولي عليه غير مؤكدة حتى الساعة، اذ ان رجل الأعمال السابق، الذي يركز على معاناته من القضاة، ظل لفترة طويلة يخيف أتباعه من خلال تقديم نفسه على أنه ضحية مؤامرة تهدف إلى إسقاطه، دبرتها "الدولة العميقة التي وعدت بالتطهير".
الغريب والخطير بالنسبة للديمقراطية الأمريكية التي تشيخ مع بايدن وترامب، ومسعى الأخير للعودة إلى السلطة تحت راية الحزب الجمهوري الذي يرتدي ألوانه والذي كان يقدم نفسه على أنه "حزب القانون والنظام"، يتهمه خصومه بانه فقد منذ فترة طويلة بوصلته الأخلاقية وتسليمه بهجوم ترامب ضد أسس الديمقراطية الأمريكية. في مطلق الاحوال، تبرهن الادانة على مرونة نظام العدالة الذي يخضع أمامه كل مواطن للمساءلة، يعتبر خصوم ترامب ان القضاء في نيويورك قام بعمل مفيد للرأي العام من خلال تشريح سلوك رجل يجعل من تجاهل القاعدة العامة أسلوبًا صحيًا للحياة . ومن المهم ملاحظة عدم منح المتهمين حصانة غير مبررة من العقاب.
ومهما كان الحكم النهائي الذي سيصدر ضد دونالد ترامب خلال الجلسة المقررة في 11 يوليو/تموز الجاري، فإنه لن يضع حدا لحملته. وسيكون الحسم ليل الخامس من نوفمبر.