بعد شهر من التأجيل والانتظار والأزمة السياسية، توجه أخيراً أكثر من سبعة ملايين سنغالي الأحد 24 آذار/مارس، لانتخاب الرئيس الخامس لجمهوريتهم من بين 19 مرشحاً، وسط غياب الرئيس المنتهية ولايته، وعدم توفّر أي استطلاع لآراء الناخبين، ما يجعل التكهن بحظوظ المرشحين في السنغال أمراً صعباً. لكن اللافت كان نسب الإقبال الكبيرة، رغم انعقاد الانتخابات في شهر رمضان، بدليل الطوابير الطويلة التي اصطفّت أمام مراكز الاقتراع حيث ينتشر كذلك آلاف المراقبين ممن تم اعتمادهم من المجتمع المدني السنغالي والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأوروبي. وقبيل الانتخابات، عبّرت الجماهير السنغالية عن تطلعاتها لتحسين اقتصاد البلاد والظروف المعيشية للمواطن والتقاسم العادل للموارد وخلق فرص عمل للشباب وإشراك المرأة وغيرها من الآمال المعلّقة على هذه الانتخابات.
وكان البرلمان السنغالي صادق على مشروع قانون عفو عام قدّمه الرئيس ماكي سال من أجل التوصل إلى تهدئة سياسية واجتماعية، وتم بموجبه إطلاق سراح معارضين من أبرزهم عثمان سونكو، رئيس حزب "الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة" والمرشح الرئاسي، باسيرو ديوماي فاي، الأمر الذي من جعل من هذه الانتخابات سباقاً غير مسبوق على استقطاب الناخبين في ظل مرور المنطقة بأسها بظروف استثنائية بعد الانقلابات والاضطرابات السياسية لدى جيران السنغال.
كي نفهم أكثر، نناقش هذا الملف مع دكتور عبده باه، الأستاذ في جامعة الشيخ أنتا ديوب (السنغال)، والباحث في الشؤون الأفريقية، ودكتور محمد تورشين، الأكاديمي والباحث في الشؤون الأفريقية (فرنسا).