كتاب عن التعصب
محمد الغزالي
حاولت- وأنا أكتب هذا الكتاب- أن أتخلى عن تعصبي لبعض الوقت، وأن أفكر خارج الصندوق- أن أتأمل أحوالنا وأتدبر في الطبيعة البشرية عبر التاريخ ولكن صدق أو لا تصدق فشلت وبقسوة ربما لأنه من العبث أن نتحدث بصفتنا دعاة للحرية وتقبل للأخر. ونحن لا نفهم أنفسنا ولا الأخر- لذا حاولت- في هذا الكتاب- الذي بدأته بإعلاني الصريح عن تعصبي أن أريك بأن ليس في الأمر ما يسوء وذلك بالسعي إلى فهم تاريخ وحاضر الأديان الإبراهيمية- يهودية- مسيحية- إسلام- وكفى بي تحذيرك. فقد تكتشف وأنت تقرأ أنك متعصب، كما اكتشفت، أو أن تصبح من تلك الفرقة النادرة الوجود التي ستتقبل أي شيء لأنها ببساطة لا تؤمن بأي شيء.