قصة طويلة مشوار المشي
روبرت فالزر
أحيطكم علماً بأنني ذات يوم جميل، قبل الظهر، لم أعد أدري في أي وقت بالدقة، حضرتني رغبة في أن أتمشى، فلبست قبعتي، وغادرت غرفة الكتابة أو غرفة الأرواح، ونزلت على الدرج لأخرج بسرعة على الطريق. بإمكاني أن أضيف أني التقيت على الدرج بامرأة تبدو وكأنها إسبانية أو بيروانية أو كريولية، تظهر عليها مسحة من جلال شاحب ذابل. ولكن يجب أن أمنع نفسي بشدة عن التوقف ولو لحظات عند هذه البرازيلية أو مهما كانت ترغب أن تكون، إذ لا يجوز لي هدر المكان ولا الزمان. وبقدرِ ما زلتُ قادراً على تذكره اليوم وأنا أدوّن هذا كله، كنت عند خروجي إلى الطريق..
((وفيما كنت أنظر إلى الأرض والهواء والسماء، تملكتني الفكرة الحتمية المكتئبة، بأني سجين مسكين بين السماء والأرض، وأن الناس جميعهم على هذا النحو أسرى يُثيرون الشفقة، وألا منفذ أمامهم سوى إلى الحفرة المعتمة تحتهم في الأرض، وألا طريق هناك إلى العالم الآخر إلا عبر القبر. “أيجب إذاً على كل شيء، كل شيء، كل هذه الحياة الغنية، الألوان الودودة المشحونة بالأفكار، بالبهجة، فرح الحياة ومتعتها، كل هذه المعاني الإنسانية، العائلة، الصديق، الحبيبة، هذا الهواء اللطيف المشرق الممتلئ بصور إلهية جميلة، بيوت الآباء والأمهات والشوارع الحبيبة اللطيفة، كل هذا سيتلاشى ذات يوم ويموت، الشمس العالية، القمر، قلوب وعيون البشر.” أمعنت التفكير طويلا ثم وبصمتٍ رجوت الصفح ممكن قد آلمتهم. ))