كتاب في الحب والحياة
مصطفى محمود
ولهذا يبدو دائما فى نهاية التفكير أن الحب كالفن والدين والحرية تقف كلها على أبواب الميتافيزيقيا .. و أنها ظواهر مختلفة لما يخفى وراء مدراكتنا الحسية ولا نقصد هنا حب نواصى عماد الدين والأمريكين وكوبرى قصر النيل بعد الساعة الواحدة .. ولا حب سن الستاشر .. و لا حب أخر السهرة بعد أن ينتهى برنامج الكباريهات ويبدأ نشاط البارات .. ولا حب "أبو عيون جريئة" .. و لا حب كازانوفا فبعض هذه الألوان من الحب مرض و بعضها فضول و بعضها فراغ وثراء ودلع وفخفخة وبعضها غرور وحب للنفس أكثر مما هو حب للآخرين و بعضها مصالح و صفقات و أغلبها نزوات جنسية عابرة أما حبنا الذى نقصده فهو ذلك الحب النادر الذى ينمو فى علاقات قليلة و يعيش ويتحدى النسيان و يضفى النبل والجلال على أبطاله ويصبح حكايات تردد باحترام و تأثر
..
الحب بأشكاله والحياة بعمقها. يعالج هذه الموضوعات بمنهجية موضوعية، وبعمق تحليلي ليضع من خلال ذلك إصبعه على الجرح الذي يسبب نزفاً في المجتمع العربي الذي ما زال يرزح تحت حكم المفاهيم الخاطئة، والموروثات المتهاكلة التي عفى عنها الزمن وذلك في نظرته إلى الحب والزواج. يحاول المؤلف تصحيح وتقويم نظرة الفرد لهذه العاطفة التي هي قوام الحياة، والتي هي أسمى من تُفْرق بوحول الرغبات.