رواية العذبة
فيودور دوستويفسكي
تعد رواية العذبة أحد كلاسيكيات الأدب العالمي وهي من أشهر أعمال الكاتب الروائي والفيلسوف العالمي الكبير فيودور دوستويفسكي، حيث انتشرت هذه الرواية وذاع صيتها وتُرجمت لجميع لغات العالم لتنتشر أفكار كاتبها في الأوساط الأدبية والثقافية المختلفة.
وتعد هذه الرواية من أعمال دوستويفسكي ذائعة الصيت والشهرة حيث حققت انتشارًا كبيرًا جدًا حول العالم، فعلى الرغم من قدم هذه الرواية التي سطع نورها للمرة الأولى في منتصف القرن التاسع عشر، إلا أنها لم تفقد رونقها وشهرتها حتى يومنا هذا بل يكثر الطلب عليها من قبل قراء القرن الواحد والعشرين، لتحقق هذه الرواية مبيعات ضخمة عامًا تلو العام في جميع معارض الكتب؛ المحلية والدولية وبالطبع العالمية منها.
ويتميز فيودور دوستويفسكي بالأسلوب الفلسفي الفريد من نوعة، حيث يستخدم هذه النزعة الفلسفية الفريدة والملكة الكتابية المتقنة؛ للإبحار في خبايا النفس البشرية؛ لمعرفة تفاصيلها ودوافعها؛ لكي يكشف الخبايا التي لا تُرى، والتناقضات التي لا تُحس، فاشتهر بالتوجه الإنساني في الكتابة وهذا ما ميز دوستوفيسكي وجعله على قمة هرم الأدب العالمي.
وفي هذه الرواية يتناول الكاتب قصة رجل يحيط به الحزن أمام قبر زوجته التي ماتت عن طريق الانتحار، ليأخذنا الكاتب في رحلة إلى ماضي هذا الرجل وما أدى به إلى ذلك الحال البائس الحزين وما أوصل زوجته إلى الانتحار، ليقوم الكاتب بنظرة تأمليه تحليلية رائعة لكلا أطراف هذه القصة بأسلوب جميل وممتع.
وفي هذا العرض الرائع لهذه القصة يتضح أن الفتاة زوجة الرجل هي فتاة يتيمة فقيرة والتي قد تزوجت به وهي في السادسة عشر من عمرها في مرحلة رشيقة مندفعة وعذبة، لتتخلص بذلك الزواج من أيامها القاسية ولتجد فيه الأنس والسعادة، لتجد أن زوجها رجل كتوم وقاسٍ وصامت معظم الوقت، فتتحول نظرة الحب والرغبة إلى شعور بالكره والبغض الذي وصل بها إلى الرغبة في قتله، ونتيجة لهذا الظلام الذي لم تحتمل الفتاة المكوث به، قررت الفتاة العذبة الانتحار.