عاشت آنا بلوم الوحدة القاتلة ولم يكن لها أصدقاء أو أحد تتحدث إليه، لكن حياتها تلك تغيرت بعد أن التقت بمحض مصادفة بامرأة تدعى إيزابيل، تعمل أجيرة لدى شخص، كانت تجر عربتها بصعوبة بالغة حين رأتها آنا بلوم، وكادت تموت تحت أقدام العدائين لولا أن بلوم أنقذتها في اللحظات الأخيرة، فشعرت إيزابيل بالامتنان لها، كانت متعبة جداً فرافقتها وتعرفت على الكثير من حياتها خلال الثلاث ساعات التي وصلت بعدها إلى البيت، وأخيراً اقترحت عليها إيزابيل أن تعيش معها في البيت الذي يضمها وزوجها العاطل عن العمل والمدمن على الشراب. ولأن آنا بلوم لا تملك مكاناً تأوي إليه فقد وافقت على الفور، وعاش الثلاثة في غرفة واحدة للنوم، وتشاركت آنا مع إيزابيل في أعباء البيت وفي البحث لالتقاط الأشياء من الشوارع والأزقة المقفرة، وحينما مرضت إيزابيل صار على آنا أن تقوم بكل شيء، ليس هذا ما أرهقها بل المعاملة السيئة من الزوج، حتى جاءت إحدى الليالي حاول فيه اغتصابها، فما كان منها إلا أن تنشب أظافرها في رقبته وكاد يموت بين يديها، ولما أفلتته وانسحب إلى زاويته، خرجت هي إلى ظلام الليل، وظلت تمشي أكثر من ساعتين ثم تعود مضطرة لكي لا تقع بأيدي العصابات، وعند الصباح بعد الإفطار اكتشفت هي وإيزابيل أنه ميت. ما أدهش آنا أن إيزابيل لم تُبدِ أي انفعالات إزاء موته، فخطر لآنا أن ثمة شيئاً حدث أثناء خروجها إلى الشوارع، إذ ربما لم تكن إيزابيل نائمة وأحست بزوجها وهو يحاول اغتصاب آنا فقامت بقتله.