ماذا سيحدث حين لا يبقى أي شيء؟ ذلك هو السؤال الذي تطرحه رواية "بلاد الأشياء الأخيرة" للأميركي بول أوستر، التي تعد من بين عشر روايات سوداوية في الأدب العالمي، من بينها "المسخ" لفرانز كافكا، و"1984" لجورج أورويل، و"الأبله" لديستويفسكي، و"فئران ورجال" لشتاينبك. إنها رواية الشخصيات التي لا مستقبل لها، تعيش في قاع مدينة ليس لها سطح ولا سلطة إلا سلطة العصابات، لا مدارس فيها ولا سينمات ولا أحد يعرف كم سيبقى على قيد الحياة، عالم معزول غير العالم، بلا حاضر ولا غد، كل ما عليك حين تكون في تلك المدينة، ومثلها مدن البلاد، أن تبحث عن طعام لكي تعيش، حتى إن كان الحصول على الطعام يتم بالسرقة أو بالإذلال أو بالقتل، أن تعيش يجب أن تقاوم بكل شراسة، أن تمتهن القتل من دون أن يرف لك جفن، المهن غير الشرعية في هذه البلاد تطغى على الحياة، الشر هو المهيمن طالما انتهى عصر الأخلاقيات والقيم، يأتي معلناً عن نفسه من دون مواربة، تراه بعينيك وتلمسه بيديك، وكل الأشياء تتداعى. هل هذه نبوءة لما سيكون عليه العالم مستقبلاً متابعة طيبة اتمناها لكم