يعتبر المسرح الجوّال واحدا من أنواع الفنون المسرحية التي لعبت دورا تثقيفيا وترفيهيا في لبنان منذ منتصف القرن التاسع عشر ولغاية العام 1977. يقول نقيب الممثلين السابق في لبنان، جان قسيس في حديث لمونت كارلو الدولية، إن هذا النوع من المسرح واجه صعوبات مالية وأمنية أدت إلى انكفائه وتراجعه.
أدى ظهور التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تراجع المسرح الجوّال حتى أصبح في مكان ما من الماضي لولا أن بعض الفرق المسرحية كالشبابي للفنون وفرقة زقاق ومسرح شغل بيت، وفرقة لبن قامت ببعض المسرحيات الجوالة لإعادة إحيائه منذ العام 2012، كما أكدت عبر مونت كارلو الدولية ممثلة فرقة لبن نور ورداني.
تغيرت المواضيع واتجهت نحو القصص المعاشة التي تحاكي هموم المواطن اللبناني.
وأصبح المسرح الجوال اليوم على سطوح المنازل والساحات. ويؤكد رئيس جمعية تيرو قاسم اسطنبولي أنهم عمدوا الى إحياء المسرح الجوال بطريقة مختلفة ليتماشى مع التجدد والتغيير.
في لبنان، كما في كل أنحاء العالم العربي، بقي مسرح الحكواتي صامدا في المسرح الجوال ولم تتمكن منه لا التكنولوجيا الحديثة ولا العولمة.
واتجهت فرق مسرحية أخرى نحو هذا النوع من المسرح الذي جال في المناطق اللبنانية النائية وفقا للحكواتي رافي الفغالي.
تبلغ نسبة العروض المسرحية الجوّالة 30 في المئة تقريبا من العروض المسرحية الأخرى، ووُصف المسرح الجوال من قبل خبراء علم النفس بالمسرح التغييري كون الجيل الشاب يتعطش الى روح التغيير.