"ابتدأ الراعي كلامه أنّ الربّ لديه رسالة لك، هل أنت مستعد للإصغاء الى كلمة الربّ. نحن ندرس قصة إبراهيم وإسحاق من تكوين 22 وهذه الرسالة سوف تكلّمك إن كنت مستعدًا للإصغاء. وقرأ من تكوين 22: 1 - 5 حيث لخّص ما تعلمناه في الجزء الأول أنّ الله يباركك ويمتحنك والهبة الإلهيّة من دون امتحان في خطر بأن تتحوّل لعنة في حياتنا إن كانت لا توجد حياة مستقيمة امتُحنت أمام محضر الله. وأيضًا تعلّمنا أنّ الربّ يطلب منّا الطاعة ونحتاج الى الإيمان لكي نقدر أن نطيع وإبراهيم كان لديه إيمان بإله ليس فقط يُحيي أحشاء سارة إنّما أيضًا إله يُقيم من بين الأموات. ثم أكمل القراءة من تكوين 22: 6 – 10 تحت عنوان "الامتحان العظيم" حيث تناول الجزء الثاني من هذه العظة. الله يطلب منّا الطاعة وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان. أحيانًا الامتحان يكون صعب وإن امتُحنت وسقطت تذكّر كلمة الربّ التي تقول لا تشمتي بي يا عدوّتي إن سقطت أقوم. الطاعة شيء مهم، الامتحان الهدف منه أن نصعد درجة بحياتنا الروحيّة، أن نصعد درجة في سلّم الإيمان، هدف الامتحان أن تختبر عناية الربّ بك. هدف الامتحان أن تفهم أنّك لا تستطيع شيء من دون الله، ويأتي الوقت الذي تقول فيه "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". نحن في اليوم الثالث في هذه القصّة والربّ يطلب الامتحان من إبراهيم، وكلّما اقتربت الساعة تشتدّ المحنة، والاستسلام يهدّدنا أكثر. ثم وقف على الآية 6 "ثم أخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعها على إسحاق ابنه" هذا المشهد شاهدناه في تكوين 21: 14 فالموقف كان صعبًا كان شيئًا مؤلمًا لإبراهيم أن تأخذ هاجر اسماعيل ابنه الذي يحبّه وتترك البيت. لكن هنا مشهد جديد يشبه الذي قبله ولكن ليس إسحاق على كتف سارة وهي متجهة نحو البريّة بل إسحاق على كتفه الحطب، مشهد أصعب، الامتحان يصعب الى أن يصل الى ذروته. هذه هي الحياة أنت لا تقطع في اختبار واحد بل أنت تقطع في سلسلة اختبارات وتشعر أنّ الألم يزيد، والتحدّيات تزيد أحيانًا، ووسط هذها الشيء كلّه يجب أن تعرف أنّ الله لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون لأنّه سيجعل مع التجربة المنفذ لكي تستطيعوا أن تحتملوا. ليس المهم حجم السكين ولا حجم المقص، المهم اليد التي تُمسك به. وقت الامتحان ضع عينيك على اليد، لا تنظر الى الامتحان نفسه بل انظر الى يد الرب في كلّ ما يحدث في حياتك. إسحاق وُضع عليه الحطب، والمفسرين اليهود قالوا أنّ إسحاق الذي يحمل الحطب على ظهره يشبه رجلاً محكومًا عليه بالموت يحمل صليبه. والشخص الذي وضع صليبه على كتفه من أجل كلّ واحد منا ويوحنا الحبيب يقول عن يسوع فخرج يسوع وهو حامل صليبه. ما أعظم حبّ الربّ لنا. تكوين 22: 6 فأخذ إبراهيم في يده النار والسكين، الأمور الخطيرة في يد الأب والحطب على كتف إسحاق فذهبا كلاهما معًا، انفصلوا عن الآخرين وتصوّروا المشهد وهما مع بعض. كيف مشى إبراهيم وهو يفكّر؟ كان فكره ضده ومشاعره ضده وأحاسيسه تجاه ابنه، حبه تجاهه هذا ابني الغالي، إرادته ضده. الذي ميّز إبراهيم أنّه تقدّم بالإيمان وهنا الرفعة الروحيّة عندما تصل الى محل في حياتك تُمتحن لدرجة أن تضع عقلك جانبًا وإرادتك ومشاعرك جانبًا وتقول الإيمان أولاً في حياتي، الإيمان يغلب العيان في حياتي. هناك مواقف في الحياة وحالات نصل إليها ويكون هناك امتحان قوي لدرجة إنّك تشعر الآن إنني سوف أمشي على الماء بالإيمان، علمًا أن العقل والعواطف والمشاعر تقول كلا، لكن أريد أن أطيع سيّدي وهذا ما فعله إبراهيم. الربّ يعطينا إيمان إبراهيم. امتحان إبراهيم بتقديم ابنه ذبيحة غير طبيعي، غير عادي، شيء غريب. إنّه امتحان صعب. إن كنت تمرّ بامتحان صعب لدرجة لست قادرًا أن تفهم لماذا أو تستوعب ماذا يحدث، الكلّ ضدك، لا تستسلم، ضع عينيك على الربّ يسوع المسيح واسلك بإيمان واتّكل على الربّ وسوف يأتي الخلاص. وسط الامتحان مطلوب الطاعة قبل الفهم. تكوين 22: 7 كسر إسحاق الصمت وقال يا أبي وجاوبه إبراهيم نعم يا ابني نرى هنا العلاقة العاطفيّة بينهما. وسأل إسحاق أين الخروف للمحرقة وهذا السؤال الذي كان إبراهيم يحاول أن يتجنّبه. ثم إسحاق سأل سؤال صريح من ست كلمات "هوذا النار والحطب أين الخروف للمحرقة" وجاوبه إبراهيم بجواب صريح من ست كلمات "الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني"، إسحاق بدأ كلامه بعبارة "أبي" وإبراهيم أنهى كلامه بعبارة " يا ابني". إبراهيم عندما جاوب إسحاق في العدد 8 ابتدأ بلفظة "الله يرى" يوجد تشديد على "الله" الدرس هنا أنّ الله الذي يمتحنك هو الله الذي يدبّر الفداء. إيّاك أن تهرب من الله عند الامتحان لأنّ الحلّ عنده. هو الذي يقدر أن يدبّر الخلاص والفداء لك. الله يمتحن والله يرى له الخروف للمحرقة اثم فسّر الآية 8 من حيث لفظة "يا ابني". نتعلّم الطاعة قبل الفهم والإيمان وسط الامتحان.