نخصص حلقة هذا الأسبوع للشاعرة التونسية سامية ساسي التي رحلت عن عالمنا مؤخرا بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان الذي نهش جسمها في السنوات الأخيرة. شاعرة استثنائية تفيض قصائدها بالجمال والأحاسيس والعواطف القوية وتملك نبرة خاصة وأسلوبا فريدا ظهر جليا من خلال ديوانها الواحد واليتيم الصادر عام 2019 بعنوان "لا تلفتت لنراها". لنستمع إلى واحدة من قصائدها الجميلة بصوت الزميلة علا عباس...
في ديوان سامية ساسي «لا تلتفت لنراها» يكتب الناقد عادل ضرغام في مراجعته للديوان في صحيفة القدس العربي "اختيار لمنحى إبداعي مملوء بإشكالاته الوجودية الخاصة، فهناك محاولة لضبط الذات متورطة في وحدتها وعالمها الداخلي الموحش، وفي عدم قدرتها على التواصل مع هذا العالم المحيط، فتتجلى وكأنها ذات تتراكم بداخلها أسئلة مشدودة لفعل الكتابة، وللنسوي والوجودي والجسدي، وللأعراف برهاناتها الحادة المؤسسة في لحظة واحدة، ويغدو الفصل بينها فصلا نظريا يرتبط بالتناول والتركيز على جانب من هذه الجوانب.
في نصوص الديوان هناك محاولة لردم الهوة بين الواقعي والخيالي، بين ما نؤسسه ونراقبه في نموه وتلاشيه، وما نلمسه بحواسنا واقعا ونفرق منه. فالنص الشعري يمارس نوعا من التحوير في الواقع ليصبح خيالا ملموسا، ويمارس التحوير ذاته مع المؤسس الخيالي ليصبح واقعا نعاينه ونلمسه، ويجعله منفتحا ومؤثرا في طبيعة الإدراك والمقاربة. ففي نصوص الديوان هناك إقامة أو إصرار على الإقامة الممتدة في مساحة الفطري والبسيط والتلقائي دون وصفة سابقة التجهيز للكتابة"
سامية سامي تذكرنا بشاعرات عالميات مثل الأمريكية سيلفيا بلاث أو المصرية جويس منصور وللأسف لم تمهلها الحياة لتؤسس تجربتها الشعرية عبر دواوين أخرى هي التي قاومت المرض بسلاح الشعر حتى اللحظات الأخيرة. وستبقى سامية ساسي شاعرة الديوان الواحد والأوحد إلى الأبد
وكل كتاب وأنتم بخير....