كانت مدينة النجف الأشرف مدينة المقامات والزيارات ومقرّ المرجعيات الدينية العليا للشيعة في العالم وساحة فاعلة وساخنة لمختلف الأيديولوجيات والتيارات الفكرية والسياسية التي اجتاحت العراق في بدايات القرن العشرين.ومن المفارقة أن تكون هذه المدينة التي يعدّها المستشرقون الرابعة في ترتيب المدن الإسلامية المقدسة ومركزًا كلاسيكيًا للثقافة الإسلامية والتعليم الديني، هي ذاتها التي تلعب دورًا بارزًا في الحركة القومية العربية العلمانية والليبرالية في العراق، مُخرّجةً عددًا من القادة القوميين النجفيين. فإلى أي مدى كان تأثير موجات الفكر العربي الحديث داخل النجف؟ وما دور علماء الدين النجفيين في نمو الوعي القومي العربي ومساهمتهم في الحركات القومية العربية العراقية؟