سعت التيارات الدينية منذ السبعينيات إلى خلق مجال رمزي يميزها عن غيرها من التيارات الدينية محاولة بذلك إعادة إنتاج نظام اجتماعي يتلائم وفق منظورها الخاص مع تراث السلف الأول ورافضة للقيم السائدة في المجتمع وهو رفض يندرج ضمن رفض الآخر تجسد ذلك من خلال آليات فعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعد أداة من أدوات إبراز الذات حيث يسعى كل تيار لأخذ موقع يبرر وجوده وسط التيارات الأخرى ويتجلى معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى الجماعات في تعميق الاحساس الديني من منظور الجماعة الدينية لأفرادها حيث يعمل على تحقيق فعل الفكرة الدينية لدى أفراد الجماعة وتثبيته وطبعه في شعورهم الجمعي وهي أولى ومراحل وأهداف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكون الأفكار الدينية لدى هذه التيارات الاسلامية يتجسد بداية من خلال بناء أرضية نفسية اجتماعية لدى جماعة معتنقين لبث المعتقدات الاخرى عبر فعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسط المجتمع الذي يتفاعلون معه الذي وصف من قبلها بالمجتمع المبتدأ المجتمع الضال عوام الناس عصر الفتن فهو من وجهة نظرهم مجتمع من شأنه يؤدي بالفرد إلى الهلاك من خلال عدم التزامه بالتعاليم الدينية لتكون الجماعة دينية مستقطبة موفرة لتلك الحاجة الملحة أول ما ظهر مصطلح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان في ميثاق العمل الاسلامي للجماعة الاسلامية في السبيعينات من القرن الماضي وجاء فيه: طريقنا هو الدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد في سبيل لله من خلال جماعة منضبطة حركتها بالشرع الحنيف تأبى المداهنة أو الركون.