يقوم الفكر الصوفي الإسلامي في جوهره على نبذ السياسة والاشتغال بها وصرف معناها إلى "سياسة النفس"، مقابل وضعه الجهاد القتالي أو العسكري في مرتبة الجهاد الأصغر، وتعريف الجهاد الأكبر بمجاهدة النفس.مما دفع ذلك مراكز الدراسات الغربية والعربية إلى ضرورة النظر إلى الصوفية كقوة لمحاربة التطرف ومواجهة الجماعات الراديكالية المسلحة، كالقاعدة وتنظيم "داعش"، باعتبار الصوفية نسخة سلمية متسامحة.لكن الشواهد التاريخية تبين أن الطرق الصوفية ليست بمنأى عن التطرف، وغير محصنة ضد مفاهيم الحاكمية والجاهلية والولاء والبراء..بعد أن جمعت ما بين عسكرة التصوف وبين تبني مفاهيم الإسلام السياسي الحركي، والاشتغال بالسياسةفهل حقًا التصوف الإسلامي قادر على إبطال فتيل التطرف وهو الرهان الأمثل؟ وهل التصوف محصن ضد مفاهيم الحاكمية والجاهلية والعزلة الشعورية؟ وهل تزهد الطرق الصوفية عن الاشتغال بالسياسة؟