الله جلّ جلاله هو " القوي " بل هو " القوي " وحده ، ولا قوي سواه ، وكل قوة في الأرض مستمدة من قوة الله ، كل قوة في الأرض في الذوات والأشياء مستمدة من قوة الله تعالى ، تأييداً للمؤمنين ، أو استدراجاً لغير المؤمنين ، أو تسخيراً للجمادات ، لحكمة بالغةٍ بالغة عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها ، الآية الدقيقة أيها الأخوة ، يحتاجها كل واحد منا ، قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ "
العلماء قالوا : هناك حب في الله ، وهناك حب مع الله ، الحبّ في الله عين التوحيد والحبّ مع الله عين الشرك ، والفرق كبير بينهم ، إنك تحب الله ، محبة الله هي الأصل ، من لوازم هذه المحبة أن تحبّ رسوله ، أن تحبّ أنبياءه ، أن تحبّ رسله ، أن تحبّ أصحاب النبي جميعاً ، أن تحبّ المؤمنين ، أن تحبّ أولياء الله الصالحين ، أن تحبّ زوجتك ، أن تحبّ أولادك ، أن تحبّ المساجد ، أن تحبّ كتاب الله ، أن تحبّ قراءته ، أن تحبّ تفسيره ، أن تحبّ فهمه ، هذا حبّ في الله ، هناك حبّ أصلي ، وهناك فروع لهذه المحبة ، أما الحب مع الله أن تحب جهة لا يرضى الله عنها ، لكن مصلحتك مرتبطة بها ، هذا حب مع الله ، الأول عين التوحيد ، والثاني عين الشرك ، الآن : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ "