قال ابن جرير رحمه الله: وقوله: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى: 11) يقول جلَّ ثناؤه واصفاً نفسَه بما هُو به، وهو يعني نفسَه: السَّميعُ لما تَنْطقُ به خَلْقه مِنْ قولٍ.
وقال ابن كثير رحمه الله: السَّميع لأقوال عباده. وقال الخطابي رحمه الله:”السَّميع” بمعنى السَّامع، إلا أنه أبْلغ في الصَّفة، وبناؤه: فعيل؛ بناء المبالغة؛كقولهم: عليمٌ مِنْ عالم، وقديرٌ مِنْ قادر. وهو الذي يسمعُ السِّرَّ والنَّجْوى، سواءً عنده الجهرُ والخُفُوت، والنُّطقُ والسُّكوت.
وقد يكون السماع بمعنى: القبول والإجابة؛كقول النَّبي صلى الله عليه وسلم:” اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنْ قَوْلٍ لا يُسْمع”. أي: مِنْ دُعاءٍ لا يُسْتجاب، ومن هذا قولُ المُصلِّي:”سَمِعَ اللهُ لمَنْ حَمِدَه”. معناه: قَبِلَ اللهُ حَمْد مَنْ حَمده.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
فعْلُ”السَّمع” يُراد به أربعة معَان:
أحدها: سمعُ إدْراك، ومُتَعلّقه الأصْوات.
الثاني: سمعُ فَهْمٍ وعَقْل، ومُتَعلقه المعاني.
الثالث: سمعُ إجابةٍ وإعْطَاء ما سُئِل.
الرابع: سَمْع قَبُولٍ وانْقياد.