حارة اليهود : دم لفطير صهيون
بقلم د. نجيب الكيلاني
رواية تاريخية حزينة عن جريمة قتل بشعة، جريمة قتل راح ضحيتها الأب توما، الأب توما الذي وصفته الرواية عن طريق شهادة الشهود ممن أحبوه واحترموه، ممن تعاملوا معه بأنه شخص صالح، متجرد من الأهواء والأغراض الدنيوية، يخدم الجميع ويداوي المرضى باختلاف دياناتهم وجلدتهم.
أغتيل بسبب طقوس وحشية لا إنسانية، نسبت زورا وبهتانا للديانة اليهودية التي حرفها حاخاماتها والأحبار، حتى صارت تستحل كل الممارسات اللا أخلاقية اللا إنسانية.
لعل من العسير بعض الشىء، أن يكتب الأديب قصة فنية مدعمة بالوثائق، إن الوثائق غالباً ما تأتي جافة مباشرة ولا تهتم إلا بالحقائق المجردة، والصيغ التقليدية والعبارات الركيكة والمتداولة، والوثائق تبرز الحقائق الأولية، ولا تكترث بالأبعاد النفسية للشخصيات، وقد تغيب في ثناياها بعض الدوافع الهامة والأسس الخطيرة.. والفنان الذي يريد كتابة قصة مدعمة بالوثائق لا يستطيع أن يضع الوثائق متجاورة ويتقيد بحرفية التسلسل، وإلا كانت كتابته مجرد بحث تاريخي، أو دراسة قانونية محكمة، وهذا وضع قد يتعارض مع مستلزمات الفن القصصي، ويخرج به عن دائرة الإبداع المطلوب، والإجادة المرجوة، ومن ثم فلا طريق للفنان سوى أن يضع قاعدة عريضة وأساساً متيناً، يقيم عليهما بناءه الفني، ألا وهو الحقائق الكليّة، والاستعانة ببعض الوقائع المبتكرة. ولكي أزيد الأمر توضيحاً أقول: إن الحقائق الكلية، أقصد بها الأمور الثابتة، التي أبرزها التحقيق، وقررتها الوثائق دون شك، أما الوقائع المبتكرة وهي هامة للغاية، فأقصد بها محاولة رسم الخلفية الاجتماعية والعاطفية والنفسية للحدث.