نحن نكتب ونقرأ لغةً لا نتكلمها، العربية المعيارية (الفصحى)، ونتكلم ونتواصل بلغةٍ لا نكتبها، ولا نقرأها، الدارجة أو العامية أو المحكية. هذه بالفعل إشكالية كبيرة تجب مناقشتها، والتي تطرح السؤال الأكثر حساسيةً وخطورةً: أيّهما هي لغتي الأمّ؛ اللغة التي أكتب بها هذه المقالة، أم اللغة التي سمعتها من أمي منذ تكوّنت في رحمها؟ إن سرد قصة على أبنائي، والتي من المفترض أن تكون تجربةً ممتعةً، كان فيها عناء وصعوبة، وكنت أواجه أحياناً الرفض منهم، "احكي العادي، بلاش فصحى"، وأحياناً كنت أنزل عند رغبتهمكنّا نتعرّض للفصحى منذ الطفولة المبكرة؛ نسمعها من وسائل الإعلام، معظم البرامج التلفزيونية للأطفال، من رسومٍ متحرّكة وغيرها، كانت بالفصحى. بينما اليوم، في عالم القنوات اللا نهائية، الأمر مختلف. الأولاد ينجذبون إلى البرامج الأجنبية، لأنها تحاكي عصرهم وأجواءهListen to Raseef22 on Podeoإستمعوا ل رصيف22على بوديو