الأوراق الخاصة للرئيس جمال عبدالناصر فيها جوابات كتيرة كتبها لناس أو جوابات جاتله، لكن أغرب الجوابات اللي استقبلها جمال عبدالناصر كان جواب من أم وأبشاب ألماني جاسوس على مصر لحساب إسرائيل، طب إزاي وليه ؟
في الستينيات تعاونت مصر مع عدد من العلماء الألمان لتطوير منظومتها العسكرية والتسليحية ووقعت أشرس معارك الذكاء بين المخابرات المصرية والموساد اللي كان عاوز يعرف تفاصيل شغل العلماء الألمان وإفشالهم أو اغتيالهم يتم اغتيالهم.
في الوقت دا كان فيه شاب ألماني اسمه فروفالد جا القاهرة وفي حوزته جهاز لاسيلكي متطور، واتقبض عليه وتم تقديمه إلى المحكمة اللي حكمت عليه سنة 1966 بالسجن المشدد 10 سنوات.
الصحفية إبتسام الهواري «مراسلة جريدة أخبار اليوم في ألمانيا» كانت بتزول منزل الجاسوس وكتبت خلال تغطيتها للحدث وقالت أن الألمان تنفسوا الصعداء عند سماعهم الحكم على الجاسوس الإسرائيلي ولم ينقطع رنين التليفون في بيت أسرته للتهنئة، وأن النائب الألماني جوزيف روميرز كيرشين عضو الحزب المسيحي الديموقراطي سيسافر إلى القاهرة هذا الأسبوع حاملاً مع التماسًا بالعفو عن المتهم سيرفعه إلى الرئيس جمال عبدالناصر.
أم الجاسوس كلمت ابتسام الهواري عن مشاعرها وقالت “لقد هزتني ما سمعته في الإذاعة من مراسليها في القاهرة عن تقدير المحكمة لتأثير الدعايات الصهيوني على ابني وعن عطف الجمهور المصري الذي حضر المحاكمة، إن المصريين أسرونا بعطفهم وعواطفهم وأكبر سبب لسعادتي أن المخابرات المصرية ألقت القبض على ولدي قبل فوات الأوان قد دفع ثمن غفلته ولكنني سعيدة لأن التجربة أعادته إلى صوابه وأوضحت له حقيقة الدعايات التي عرضت مستقبله للدمار”، مشيرةً إلى أنها اطمئنت أكثر عندما راسلها ولدها فروفالد وقال لها أنه يلقى معاملة حسنة في السجن.
أما والد الجاسوس فكتب جواب لجمال عبدالناصر شخصيًا وقال فيه نصًا إلى رئيس الجمهورية العربية المتخدة الرئيس جمال عبدالناصر .. سيادة الرئيس نشكركم على عطفكم وفهم المحكمة لحقيقة الأزمة النفسية التي يعيش فيها الشباب الألماني والتي تمثلت في إساءة استغلال إسرائيل لابني، هذا العطف أثر فيّ وفي وجدان الشعب الألماني كله ونحن نتوجه إليكم بشكرنا، لقد أبدى ابني ندمه على أخطاءه إنه ما زال صغيرًا وكأب يا سيادة الرئيس أتطلع إلى أن يحظى بمزيد من عطفكم وأن يمنحه عفوكم حريته حتى يبدأ حياته من جديد بعد أن صقلته التجربة”
هل جمال عبدالناصر نفذ الطلب ؟
اللي حصل إن تم الإفراج عن فروفالد في صفقة تبادل بعد نكسة يونيو 1967 م بس مراحش إسرائيل وإنما رجع لبرلين وقعد فيها ومحدش شافه بعدها لحد دلوقتي