تستضيف كابي لطيف الإعلامية اللبنانية مريم البسّام، مديرة الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون الجديد، في حوار حول دور الإعلام في ظل أزمة كورونا والعديد من المواضيع.
تدهور عملتنا جائحة لا لقاح لها
حول الوضع اللبناني الذي يزداد سوءاً في ظل انتشار وباء كورونا وضعف قدرة الدولة على التصدي له، تقول مريم البسّام: "نحن كشعب لبناني نعيش العديد من الأوبئة التي تتجاوز بمراحل خطورة وباء كورونا، من أزمة اقتصادية حادة وتخبط في القدرة الشرائية إلى التظاهرات المتفرقة التي تعمّ الشوارع، فانفجار المرفأ وما رافقه من تحقيقات هائلة. كل ذلك في ظل حصار دولي وغياب للحكومة ولدورها المؤسساتي وانعدام الأمن. فكيف للصحفي أن ينخرط بهذه الأزمات ويكون على مسافة واحدة منها ويغطيها في الوقت نفسه؟! الوضع الحالي أصعب من الحرب التي مررنا بها، لأن الحديث عن وقف لإطلاق النار كان يسعدنا في حينها ويجدد أملنا بغدٍ أفضل، بينما اليوم نجدنا نفقد الأمل تدريجياً مع كل المخاطر التي تحفّ بنا، وهذا الفيروس الذي يرفض الهدنة ويصوّب نيرانه إلى كل بيت".
حياة بلا نزاعات
عن دروس كورونا وما غيّرته جائحة كورونا في شخصيتها ونظرتها للحياة، تقول مريم البسّام: "كورونا على كل مخاطره وأضراره كان دعوة لإعادة الحسابات الإنسانية، ومن لبّاها ربح الكثير. أجد أنه وبالرغم من كل إجراءات التباعد، أصبحنا أقرب إلى من نحب. هي مرحلة تعلّمنا التخلي عن الأنانية وحب الامتلاك، وتعزز فينا قيم الإيثار والعطاء، خاصة لمن هم أضعف منا وبحاجة لعوننا. أصبحتُ على يقين أن لا شيء يستدعي التعبئة واتخاذ المواقف العدائية. ما زلت أقول رأيي وأتسم بالجرأة، لكن دون معارك".
على الأرض رغم الخطر
عن علاقتها بتلفزيون "الجديد" الذي تشغل فيه منصب مديرة الأخبار والبرامج السياسية، وعن ظروف العمل والتعرض للخطر في الوضع الراهن، تقول مريم البسّام: "في الجديد جو عائلي من الحب والاندفاع في العمل لم أجده في مكان آخر. في كل مرة ينزل فيها فريق الجديد إلى الشارع يعرّض نفسه لخطر الإصابة عبر احتكاكه بالجموع، لأنه مهما اتخذ من إجراءات وقائية لا يمكنه تغطية الحدث دون الاقتراب من الناس لرصد انطباعاتهم. ولا يمكننا النأي بنفسنا عمّا يحصل، فهناك مواطنون ضاق بهم الحال ولم يعد لهم من متنفس سوى التظاهر. وبغض النظر عن موقفنا كأشخاص، واجبنا الإعلامي يحتّم علينا إيصال كلمتهم على أكمل وجه".